مِن المُسلَّم به أنَّ التسامح أحد روافد تعزيز العلاقات الإجتماعية بينَ أفراد المجتمع، وتثبيت الثقة المتبادلة بين الناس كقوة إنسانية فاعلة، لها آثار نفسية تنمّي الأفكار البنّاءة في النفس والمجتمع، وتَجزم على أهمية قيمة التّسامح في رفع جودة حياة الإنسان.
ونعلم مدى اثر هذه القيمة على العلاقات الاجتماعية ، وقوتها نفسياً على الفرد نفسه والمجتمع كله ..
ونبدأ حديثنا في تحقيقنا الصحفي متحدثين به عن هذه القيمة وأهميتها وصلتها الوثيقة بالسعادة النفسية لأن المشاعر الايجابية حتما تُوَلِّد حالة مِن السرور في المجتمع ومن اهم أسرار بناء السعادة هي الأسرة ودورها في تعزيز القيم الإيجابية ..
نبدأ بما تحدث به الإعلامي :
??عبيد دخيل العياضي
مدير العلاقات بعكاظ بالمدينة ومشرف منصة الإعلام الراقي قائلاً:
يجب ان نعرف أن القيم هي العنصر الأساسي في بناء شخصية الفرد وتؤثر بشكل مباشر على القرارات التي يتخذها وسلوكه المتبع في التعامل مع التجارب الحياتية التي يخوضها، والطريقة التي يختارها للتفاعل مع الناس من حوله، وقدرته على المساهمة في بناء المجتمع الذي يعيش فيه ورُقِيّه. والاساس بغرس القيم داخل الفرد هي الاسرة وتنشئته على الدين والاخلاق وقدرته على التكيف بمجتمعه..
إن التسامح هو الخيط الذي يربط بين قلوب أفراد المجتمع ولو انقطع ذلك الخيط لما وجد الإنسان نفسه إلا ضحية للسموم القاتلة التي تتمثل بالحقد والكراهية والأنانية وغيرها من الآفات التي ما لحقت بأمة إلا أهلكتها.. فالمجتمع له أثر في بناء قيمة التسامح وتعزيزها
نقف مع كلمة الأستاذة :
?⚕️ عزيزة الجهني : مشرفة توجيه وإرشاد في تعليم المدينة قائلة:
التسامح هو القدرة على تجاوز جميع الخلافات الموجودة لدى الفرد مع الآخرين، والإنسان المتسامح مع الآخر، متصالح مع نفسه من الداخل، وقادر على مواجهة الأزمات، والتعامل معها بإيجابية هو من يستطيع ان يكون فاعلاً يخدم نفسه ودينه و وطنه وذا اثر وبصمة يلمسها الجميع
وهذا مايدل على أن للقيم أهميّةٌ عُظمى في حياة الفرد والمجتمع تُساهم في بناء تكوينه، ومنها بناءُ شخصيّةٍ قويّةٍ ناضجةٍ ومُتماسكةٍ صاحبةِ مبدأ ثابت وتكسب الفرد القدرة على ضبط النّفس. فهي تُشكّل درعاً واقياً للفرد والمجتمع ..
من هنا نعلم أن هنالك ادوار مثالية يقدمها المعلم في تحقيق ونشر القيم في المدرسه أمام طلابه …
نقف هنا مع الموجه الطلابي :
سلامه الحبيشي
مدرسة عبدالله بن ام مكتوم المتوسطة :
متحدث على دور المعلم في تعزيز قيمة التسامح بين الطلاب وغرس القيم الإيجابية لديهم قائلاً:
إن ترسيخ القيم الأخلاقية في نفوس الطلاب تبدأ منذ الصغر وتكون من داخل البيت, فمهمة الأبوين الاساسية هي تربية الآبناء، ثم يأتي بعد ذلك دور المدرسة والمعلمين كدور تكميلي لما بدأه حيث تؤدي المدرسة بمعلميها دورًا كبيراً لا يمكن تجاهله في عملية ترسيخ القيم التربوية, فإهتمام وجهد المعلم لا تقتصر على دوره في نقل المعارف والمعلومات إلى طلابه , بل تتعداها إلى ما هو أعظم , كالتوجيه التربوي والنفسي والاجتماعي والديني والمهني… لكونه هو أساس العملية التعليمية .. مشاركاً الموجهة الطلابي نشر القيم وتعزيزها داخل المدرسة .. فالعملية التعليمية مشتركة بين المعلم والطالب , وتهدف إلى تحقيق الهدف الأسمى وهو بناء الإنسان وتكوينه صالحاً لنفسه ومجتمعه..
ومن هنا نجد أن بناء هذه القيم السليمة تجعل المجتمع يخلوا من التنمر والعنف والكراهيه ..
وينشر العفو والتسامح فهما إحسان المرء على نفسه وعلى غيره، من ثمراتهم حب الله للعبد، قال تعالى ( أن الله يحب المحسنين)،
ومن ثمراتهم أيضاً الحصول على الراحة والسكينة والسعادة، فعندما يعفو المرء عن الناس ويتسامح مع أخطائهم فهو ينام مرتاح البال قرير العين، قلبه مطمئن ونفسه مستكينة لأنه يطبق تعاليم الله، ولقد ذكر الله سبحانه وتعالى العفو والرفق والتسامح في عدة مواضع في القرآن الكريم منها
فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ ﴾ [آل عمران: 159].