على ضفاف القهوة تجاذبنا أطراف الحديث، وعلى ضفافها انهالت علينا أجمل الذكريات، ليست أي ذكريات، إنما ما كان منها حلمًا تحول لواقع، واقع نعيشه اليوم وقد كان بالأمس حلمًا يُرتقب، القهوة بطبيعتها مرة، لكنها حينذاك شهد مصفى وليست لأي أحد..
ذات يوم قال أحد الأطفال، وقبيل وقت القهوة بدقائق: أين القهوة؟
استنكر عليه الجميع؛ إذ كيف يسأل عن القهوة وهو لم يذق طعمها قط؟!!
دنت منه إحداهن وقالت:
لِمَ تسأل يا حبيبي عن القهوة؟
قال وبكل براءة:
(حتى تجتمعوا)
لا أدري بصراحة، هل أحيي تلك القهوة التي تجمع القلوب، رغم تنافر بعضها..
أم أتعجب من براءة هذا الطفل..!!
جلسة القهوة حازت على وقت مخصص، وكأنها وجبة رئيسية، واختارت وقتًا آخر في الصباح الباكر، وكأنها تبدأ معنا صفحة جديدة ويوم جديدة، تشرق فيه الأمال، وتنطلق نحو ربيع الحياة.
على ضفاف القهوة :
تنطلق حكايات السمر شتاءً، وعلى ضفافها نسمع أجمل الحكم وأبيات الشعر..
ولأن قهوتي جمعتني بمن أحب،
أقول لها:
إليكِ كل حروف الشعر أنثرها
على ضفافك بالأشواق نعترفُ.
ما أروع الاعتراف حينما يكون صادقًا، خاليًا من الشوائب.
وما أروع لقاء القهوة بمن يحبها، ويتطلع إليها، وإلى من يشاركه إياها..
أَأحسُدُ البُنَّ أم فنجانَ قهوتِها؟
إن باتَ في يدِها تكسُوهُ بالقُبَلِ
أيها القراء الراقون:
لمن يدرك هذا الاعتراف بالحب، يدرك معه أن مرارة القهوة كمرارة الأيام يحليها الحب الصادق، والوقفة الآمنة لنا ممن هم عون وسند لنا، وبهؤلاء يستمر ربيع العمر، وبهم
يسير مركب الحياة رغم الصعاب.
وعلى ضفاف آخر للقهوة:
دعونا نعقد مقارنة بين اختيارها، واختيار العلاقات، وأبرزها الصداقة.
القهوة صديقة الجميع بمختلف مذاقاتها وأصنافها، ولتكونوا أصدقاء للجميع لابد أن تكونوا كالقهوة:
ولتكن طرق التعامل مع الآخرين بحسب ما يقتضيه الموقف، وأنزلوا الناس منازلهم
كما قال عليه الصلاة والسلام.
وفي الختام:
كونوا على يقين بأنكم من يصنع القهوة، ويصنع جوها، فليكن مفعمًا بكل جميل..
من كتاب : الألوة