إن المعلم لا يقل أهمية عن المؤسسات والقطاعات الحكومية من أجل تحقيق رؤية المملكة العربية السعودية من خلال النهوض بالعملية التعليمية التي تعود بالنفع على جميع الجوانب الحياتية، فالتعليم هو اللبنة التي يمكن من خلالها بناء مجتمع حيوي قوي ومتماسك وقادر على بناء وتنمية الوطن وذلك من خلال صناعة الانسان(الطالب).
إن الدور الذي يلعبه المعلم في التنمية الوطنية من خلال العملية التعليمية يعتبر بمثابة العمود الفقري، اذ من خلاله تشكل شخصية الطالب وتغرس فيه القيم وتنمى المهارات ويزود بالمعارف والخبرات اللازمة للمساهمة في بناء الوطن من خلاله رؤيته المستقبلية وذلك خلال الأنشطة التعليمية غير التقليدية يقوم المعلم ببث القيم والأخلاقيات وزرعها في نفوس الطلاب منذ الصغر، مما يمنحهم الثقة في النفس، ويجعلهم أعضاء فاعلين في المجتمع، كما يبرز دور المعلم كذلك من خلال تنمية مهارات التفكير النقدي، والتفكير الإبداعي لدى الطلاب، وهو الأمر الذي يتطلب معلمين على درجة عالية من الكفاءة والمهارة.
و لتحقيق دور المعلم يجب أن يكون قدوة جيدة للتلاميذ، من خلال التصرف بالتصرفات اللائقة، وضبط النفس، والاعتماد على مبدأ التربية في تأهيل الطلاب، مما يجعلهم مرتبطين بالدراسة.
إن دور المعلم في تعزيز الانتماء الوطني
وحب الوطن والانتماء إليه من الأمور الغريزية التي تستأصل في النفس البشرية منذ الصغر فيتعلم الطالب حب الوطن، من خلال حب المدرسة التي ينتمي إليها، ويُلقى في قلبه حب المدرسة، من خلال المعاملة الطيبة التي يتلقاها من المعلم، والمحبة التي يغمر طلابه بها، كما ويتعلق الطالب كذلك بالمدرسة حينما يجد أن البيئة المحيطة به في المدرسة بيئة محبة ومتعاونة ومستقرة، فيزرع المعلم بين الطلاب حب العمل، والاجتهاد والإخلاص فيه، وهي الأمور التي يستقي منها الشخص حبه لوطنه، واستعداده للدفاع عنه.
كذلك فإن المعلم يعمل على تحقيق التوازن النفسي عند الطالب من حاجته إلى الرعاية، والشعور بالانتماء إلى المكان الذي يعيش فيه، ومن خلال الجولات التعليمية والتعرف على الأماكن التاريخية، والمعالم الهامة في الوطن من المصانع العملاقة، والمنشآت التجارية المختلفة، وغيرها من الجولات التي تغرس في الطالب قيمة الوطن، والإنجازات التي تتم فيه، وهو ما يجعله يشعر بالفخر لانتماءه لهذا الكيان الذي يقدم كل تلك الإنجازات والخدمات، مما يجعله ينشأ ويكبر معه حب الوطن، فاستكشاف الطالب لوطنه، وتعريفه بمدى أصالة وعراقة هذا الوطن يجعله يفخر بالانتماء إليه، وبالتالي تنمو معه محبة الوطن، ويصبح قادرًا على تقديم كل ما يحتاجه منه الوطن، لينمو ويزدهر ويتطور، كما أن التعريف بالمعارك التي خاضها الوطن على مدار تاريخه، وذكر البطولات التي ضحت بنفسها من أجل سلامة الوطن ورفعته من الأمور التي تنمي الروح الوطنية لدى الطلاب.
لله درك أبو وسيم أطال الله في عمرك
وحفظ الله وطننا الغالي ??