تعتبر التربية أداة صناعة الإنسان، فهي تأهله لاكتساب الخبرات والمهارات التي تساعده على كسب عيشه وأداء وظائفه في المجتمع، وقد تأثرت جميع مجالات التربية بالتغيرات التي مر بها المجتمع الإنساني عبر التاريخ، وهي الوعاء الذى تتفاعل داخله التغيرات التي تمر بالحضارة الإنسانية وتعمل على نقل تراث المعرفة من خلال مناهجها ومؤسساتها التعليمية والثقافية إلى الإنسان عبر الأجيال.
وقد شهدت المجتمعات اليوم كثيراً من هذه التغيرات في كل ناحية من نواحي الحياة، وتأثرت بها واستجابت لها بدرجات متفاوتة بالقدر الذى تسمح به الظروف الخاصة بكل مجتمع من هذه المجتمعات وقد أثرت حتمية التغير على كل ناحية من نواحي التربية فيها، سواء ما يتعلق منها بفلسفة التربية وأهدافها ومناهج التعليم، أو دور المدرسة وعلاقتها بالمجتمع.
وتساهم المساهمات التي توفرها التكنولوجيا التعليمية الحديثة في زيادة فعالية التعلم، والعدالة والإنصاف في إتاحة فرص التعلم أمام الجميع دون استثناء، وتخفيض تكلفة التعلم أمام المتعلمين ومواجهة التحديات والتهديدات التي تبزغ نتيجة للتغيرات المستمرة التي يشهدها عالم اليوم والمستقبل.
فالتكنولوجيا التعليمية المتقدمة من تطوير وتطويع البرمجيات التعليمية وتلبية الحاجات في تطوير وتقديم برامج تعلم تثري ملكات الطلاب سريعي الفهم، وبرامج تعلم علاجية للمتعلمين بطيئي الفهم، إلى جانب متابعة التلاميذ ظاهرياً وضمنياً كما قدمت فرصاً لتفريد التعليم بالسماح للطلاب لاكتساب المهارات وتطوير مواقف تعلم جماعية مشتركة فيما بينهم، وللتقدم في تعلمهم وفقاً للقدرات والظروف الخاصة لكل منهم.
وهذا يدل على أن دور المعلم أصبح مغايراً لدوره التقليدي، فالمعلم بذلك يتحول من كونه المالك الأوحد للمعلومات والمعارف إلى مساهم فعال في العملية التعليمية، ويسعى لأن ينمو هو وطلابه في آن واحد.
فالمعلم في عصر الإنترنت يلعب أدواراً جديدة ترتكز على تخطيط العملية التعليمية وتصميمها، وإعدادها، إضافةً إلى كونه باحثاً ومساعداً وموجهاً، وتكنولوجيا، ومصمماً، ومديراً ومبسطاً للمحتوى وللمعلومات، ويتسم بمجموعة من الكفايات منها: كفايات تصميم التعليم، وكفايات توظيف تقنية التعليم، وكفايات تشجيع تفاعل الطلاب وتقدمهم.