الأمة العظيمة يبنيها المعلم بين الجدران الأربعة في الفصل الدراسي. فمهنة التعليم مهنة الأنبياء والرسل عليهم السلام وهي أساس كل المهن. فالمعلم هو من يصنع الطبيب والعالم والمهندس والفنان والبناء وجميع المهن الأخرى. وشرف مهنة التعليم يأتي من دور المعلم في تربية الأجيال.
يمكن القول إن المعلمين هم أهم أعضاء مجتمعنا. إنهم يمنحون الأطفال هدفًا، ويهيئونهم للنجاح كمواطنين في عالمنا، ويلهمون فيهم الدافع للقيام بعمل جيد والنجاح في الحياة. أطفال اليوم هم قادة الغد، والمعلمون هم تلك النقطة الحاسمة التي تجعل الطفل مستعدًا لمستقبله.
يحمل الأطفال ما يتعلمونه في سن مبكرة طوال بقية حياتهم. سوف يستخدمون ما تعلموه للتأثير على المجتمع. يعلم الجميع أن شباب اليوم سيصبحون قادة الغد، ويتمتع المعلمون بإمكانية الوصول إلى تعليم الشباب في أكثر سنواتهم تأثرًا – سواء كان ذلك في تعليم ما قبل المدرسة أو تدريس المواد اللامنهجية أو الرياضة أو الفصول التقليدية.
يتمتع المعلمون بالقدرة على تشكيل قادة المستقبل بأفضل طريقة للمجتمع لبناء أجيال مستقبلية إيجابية وملهمة، وبالتالي تصميم المجتمع، على المستوى المحلي والعالمي. في الواقع، المعلمون لديهم الوظيفة الأكثر أهمية في العالم. أولئك الذين لديهم تأثير على أطفال المجتمع لديهم القدرة على تغيير الحياة. ليس فقط لهؤلاء الأطفال أنفسهم، ولكن من أجل حياة الجميع.
يعد المعلم هو حجر الزاوية في العملية التعليمية والتربوية، فهو المنوط به حمل رسالة العلم ونقلها بكل ما يملكه من صبر وعطاء وكل ما يتمتع به من مسئولية وكل ما يتسم به من كفاءة إلى تلامذته.
كما يمثل المعلمين نظام داعم يقوم على دعم الطالب وسد الفراغات والغموض في حياة الطالب التي لا يستطيع سوى المعلمين مساعدة الطالب فيها. فيمكن أن يكونوا نموذجًا يحتذى به ومصدر إلهام للمضي قدمًا وللحلم بشكل أكبر. كما إنهم يحاسبون الطلاب على نجاحاتهم وإخفاقاتهم، ولن يدع المعلمون الجيدون طلابهم الموهوبين يفلتون من دون الارتقاء إلى مستوى إمكاناتهم الكاملة.
يتمتع المعلمون من جميع مناحي الحياة والموضوعات بالقدرة على تشكيل الآراء والمساعدة في تكوين أفكار حول المجتمع والحياة والأهداف الشخصية. يمكن للمعلمين أيضًا توسيع حدود الطلاب وزيادة قدراتهم الإبداعية.
الاتصال بين المعلم والطالب لا يقدر بثمن بالنسبة لبعض الطلاب، الذين قد لا يتمتعون بهذا الاستقرار لولا وجود المعلمين في حياتهم. سيبقى المعلمون إيجابيين لطلابهم حتى عندما تبدو الأمور قاتمة وغير واضحة ويستمرون في تشجيعهم ودفعهم نحو الافضل. دائمًا ما يتعاطف المعلم العظيم مع طلابه، ويفهم الحياة الشخصية لطلابه، ويقدر أهدافهم وإنجازاتهم الأكاديمية. المعلمون هم قدوة للأطفال ليكونوا إيجابيين، ويحاولون دائمًا بجدية أكبر، ويصلون إلى النجوم.
يبسط المعلمون المعقد، ويجعلون المفاهيم المجردة في متناول الطلاب. يعرض المعلمون الأطفال أيضًا لأفكار وموضوعات ربما لم يكونوا على اتصال بها. يمكنهم التوسع في الاهتمامات ودفع طلابهم إلى العمل بشكل أفضل.
التدريس مهمة صعبة، لكنها مهمة جدا في كل مجتمع فيمكنك من خلالها إحداث أكبر قدر من التأثير في حياة كل شخص ومنها يتم بناء المجتمع ككل.
المشاهدات : 887
التعليقات: 0