إن عملية صناعة الإنسان هي من أعقد الصناعات وأهمها على الإطلاق، بحيث لا يستقيم الحديث عن التنمية والازدهار بمعزل عن الحديث الجدي عن كيفية بناء الإنسان الصالح القادر على المشاركة في عملية التنمية والرقي بالدول والأمم، فالأمة العظيمة يبنيها المعلم بين الجدران الأربعة في الفصل الدراسي. فمهنة التعليم مهنة الأنبياء والرسل عليهم السلام وهي أساس كل المهن. فالمعلم هو من يصنع الطبيب والعالم والمهندس والفنان والبناء وجميع المهن الأخرى. وشرف مهنة التعليم يأتي من دور المعلم في تربية الأجيال. فدور المعلم في صناعة الإنسان واضح كالشمس التي أشعت على الأرض بجمالها. إن المعلم من أهم مصادر صناعة الأنسان بل هو حجر الأساس في كل المجالات، فإن لم يساهم بتعليم منهجه الدراسي ساهم بكونه قدوة يحتذى بها لطلابه. ونظرًا لأهمية المعلم ودوره البارز في نشأ الجيل كونه حجر الأساس لهذا المجتمع وله الفضل بعد الله في بناء جيل متعلم يتحمل المسؤولية ويقوم باتخاذ القرارات مستقبلاً فقد أولت له رؤية 2030 اهتمامًا بالغًا كونه أحد هذه الرؤية من خلال الاهتمام به وتطوير قدراته والعمل على تأهيله بأفضل الطرق وتفعيل دور المعلم الرقمي. حيث أن هذه الرؤية 2030 تهدف إلى صناعة الإنسان والعقول حيث لا نهضة للأوطان بلا نهضة لعقل الإنسان. وأن جودة المجتمع وجودة المعلم والتعليم مترابطين ارتباطًا وثيقًا وذا ما تسعى له رؤية وطننا لذلك وضعت المعلم على سلم أولوياتها حيث أنهم أبطال هذه الرؤية. ولعل خير دليل على ذلك حدث أثناء جائحة كورونا فقد اجتهدت حكومتنا الرشيدة في خلق السبل الآمنة لمواصلة تعليم أبناءها وتذليل العقبات أمامهم ولم تجعل مسيرتهم العلمية ضحية لهذ الجائحة. فالمعلم في عصر الإنترنت يلعب أدواراً جديدة ترتكز على تخطيط العملية التعليمية وتصميمها، وإعدادها، إضافةً إلى كونه باحثاً ومساعداً وموجهاً، وتكنولوجيا، ومصمماً، ومديراً ومبسطاً للمحتوى وللمعلومات، ويتسم بمجموعة من الكفايات منها: كفايات تصميم التعليم، وكفايات توظيف تقنية التعليم، وكفايات تشجيع تفاعل الطلاب وتقدمهم.
المشاهدات : 447
التعليقات: 0