أعلن الرئيس العام للمسجد الحرام والمسجد النبوي الدكتور عبدالرحمن بن عبدالعزيز السديس، نجاح خطة الرئاسة التشغيلية لثالث جمعة من شهر رمضان المبارك، وذلك وفق السيناريوهات والخطط المرسومة من جميع الوكالات التي استعدّت بشكل كامل بالقوى البشرية؛ لتمكين القاصدين من أداء عباداتهم بكل يسر وسهولة، تحت شعار “من الوصول إلى الحصول”.
ونجحت الرئاسة في تحقيق الأهداف المرسومة التي تتعلّق بانسيابية حركة المصلين، وعدم وجود كتل بشرية تعيق الحركة على الأبواب الرئيسية وفي المطاف وفي المسارات الخارجية لساحات الحرم؛ حيث أشرف “السديس” شخصيًّا على إدارة الحشود والتفويج مع قيادات الرئاسة في الميدان، مؤكدًا أنه لم يتم رصد أي اختناقات، وكانت هناك انسيابية كبيرة لتدفق الحشود من جميع الأبواب؛ مما أدى لتخفيف الازدحام في الطوابق السفلية في المسجد الحرام.
وقال الرئيس العام: إن الرئاسة تعمل على تقويم أداء الخطط التشغيلية لحظة بلحظة، إلى جانب تنفيذ السيناريوهات البديلة التي وضعتها الرئاسة بالتنسيق مع المنظومة الأمنية في المسجد الحرام لتحقيق الأهداف وتوفير بيئة آمنة تعبدية وسليمة؛ لتمكين ضيوف الرحمن من أداء عباداتهم بكل يسر وسهولة، ورفع معايير الجودة والإبداع والإتقان للتعامل مع تنظيم أعداد القاصدين لأداء النسك والعبادات بالحرمين، وتهيئة منظومة خدمات تراعي احتياجات المعتمرين وفق حوكمة وقياس الأثر وخطط وإجراءات وآليات ممنهجة لإدارة الحشود، وُضعت مسبقًا لضمان سلامتهم ووصولهم إلى وجهاتهم بيسر وسهولة، مع ضمان وجود التنسيق والتواصل الفعال والمستمر مع جميع الجهات المعنية في المسجد الحرام، بما يسهم في نجاح إدارة الحشود الكبيرة.
وقامت الجهات المعنية بالرئاسة بمتابعة التقارير الميدانية والتواصل مع المساعدين والوكلاء، كل فيما يخصه، لضمان الراحة التامة والانسيابية في الحركة داخل المسجد الحرام وساحاته، ورصد التحدّيات لمعالجتها فورًا.
وكان المصلون قد تدفقوا باتجاه ساحات المسجد الحرام منذ وقت مبكر اليوم في انسيابية، حتى أدوا صلاة الجمعة في أجواء تعبدية روحانية رغم كثافة أعدادهم، وسط منظومة من الخدمات المتكاملة التي وفرتها رئاسة الحرمين، وانسيابية عالية في إدارة الحشود المليونية من المصلين، وامتلأت أروقة وأدوار المسجد الحرام وبدرومه وسطوحه وساحاته بالمصلين، الذين توافدوا إليه منذ الصباح الباكر، وامتدّت صفوف المصلين إلى الطرق والساحات والأحياء المحيطة بالمسجد الحرام.
ولوحظت الإنسانية والتناغم بين مختلف الإدارات والجهات المشاركة في خدمة ضيوف الرحمن، مع فتح ساحات المسجد الحرام بكامل الطاقة الاستيعابية؛ الأمر الذي ساهم كثيرًا في التيسير على قاصدي الحرمين الشريفين لآداء شعائرهم بكل يسر وسهولة، وتسخير كافة إمكانات وكالات الرئاسة وإداراتها المختلفة واستعداداتها البشرية والتشغيلية.
وهيّأت الرئاسة جميع أروقة المسجد الحرام وصحن المطاف والساحات وجاهزيتها وفق خطة تشغيلية محوكمة وآلية لتفويج المصلين والمعتمرين داخل المسجد الحرام وخارجه في الساحات، وتسهيل عملية دخول المعتمرين والمصلين من المداخل والممرات والمصليات، وتوجيه المعتمرين إلى المطاف، وتنظيم مسارات الطواف، ومصلى الركعتين خلف مقام إبراهيم، عليه السلام، إلى جانب تنظيم المصليات والمصلين، وتوجيه المعتمرين بعد الانتهاء من المطاف إلى المسعى.
وقامت الوكالة على مدار الساعة بمتابعة حركة انسيابية المسجد الحرام، والإشراف على جميع المواقع، بدءًا بالساحات والتوسعات وداخل صحن المطاف والممرّات المؤدية إليه، والرصد والمتابعة لجميع الملاحظات والسلبيات التي قد تعيق حركة الحشود ومتابعتها والقيام بتحليلها وتصنيفها، والبحث عن حلول لها، إضافة للتنسيق مع عمليات الرئاسة والجهات الأمنية للتعامل مع تلك الملاحظات.
ورفعت الرئاسة طاقاتها البشرية والخدمية والتشغيلية والتقنية لتحقيق الانسيابية الكاملة، وتوفير الخدمات الشاملة لاستقبال ضيوف الرحمن، كما رفعت الطاقة الاستيعابية لجميع ساحات وأروقة ومصليات المسجد الحرام، وتنفيذ خطة التفويج وإدارة الحشود لاستقبال ضيوف الرحمن من ساحات المسجد الحرام، مرورًا بالمطاف ومصلى الركعتين والمسعى، وحتى ينتهي ضيوف الرحمن من أداء جميع مناسكهم. وتم تجهيز المسجد الحرام والمسجد النبوي وأبوابه أمام المصلين، لأداء صلاة الجمعة الثانية من شهر رمضان، وسط حشد كبير للجهود من القائمين على رئاسة شؤون الحرمين على مستوى توفير الخدمات للمصلين والمعتمرين
كما حرصت الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي، على تطهير وتعقيم جميع الحواجز الأمنية بالمسجد الحرام، مستخدمة المطهرات والمعقمات والمعطرات، لاستقبال المصلين خلال صلاة الجمعة، وقدمت الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي منظومة خدمات متكاملة في استقبال الأعداد المليونية، كما جُهزت كافة المواقع للمعتمرين والمصلين والزائرين وفق منظومة عمل تكاملية بين كافة الوكالات والإدارات المعنية بتقديم الخدمات الميدانية لقاصدي المسجد الحرام. واشتملت خدمات المستفيدين على خدمات توعوية عبر المراكز التوعوية بأجهزتها التفاعلية وموظّفيها الأكفاء في تقديم الخدمات التوعوية وتنفيذ برامجها المعتمدة لموسم شهر رمضان المبارك، مجهزة بخدمات توجيهية وتعليمية باللغات العالمية.
وكانت رئاسة الحرمين الشريفين قد هيأت كامل الطاقة التشغيلية لمصليات التوسعة السعودية الثالثة والساحات الخارجية وتوسعة الملك فهد، رحمه الله، لاستيعاب الأعداد المليونية من المصلين والمعتمرين والقاصدين الذين أدّوا صلاة الجمعة الثالثة من رمضان، إلى جانب تفعيل خطط الرئاسة وخطط الاستفادة المثلى من مبنى التوسعة والساحات الشمالية، واستغلال ما تحويه من مساحات واسعة وكافية لاستيعاب أعداد المصلين من قاعات متعدّدة ومنفصلة للصلاة، مزوّدة بجميع الخدمات الميدانية؛ لتسهيل حركة قاصدي التوسعة الشمالية بكل يسر وسهولة.
واستعدت الرئاسة منذ وقت مبكر من خلال منظومتها الخدمية التشغيلية، وحشدت كوادرها الميدانية لخدمة الأعداد المليونية من القاصدين والمعتمرين والمصلين، الذين أدوا صلاة الجمعة، وسط منظومة عمل متكاملة من خلال غرفة عمليات لمتابعة عملية إدارة الحشود والتفويج، ومنظومة الخدمات التشغيلية وفق حوكمة وقياس الأثر، وتقديم خدمات معيارية ذات جودة عالمية وبجاهزية، في أجواء إيمانية خاشعة صحية آمنة، وعملت الإدارات الخدمية على تهيئة كافة جنبات المسجد الحرام، وجهزت إدارة التطهير والسجاد المسجد الحرام على كسو البيت العتيق بـ35.000 ألف سجادة.
وقال مساعد الرئيس العام للشؤون الخدمية محمد مصلح الجابري: إنه تم استخدام أكثر من 1.300.000 لتر من المطهرات، وأكثر من 30.000 لتر من المعطرات، إلى جانب رفع قرابة 530 طنًّا من النفايات بمشاركة أكثر من 4000 عامل وعاملة لإنجاز أعمالهم من تطهير وفرش سجاد ونظافة كافة جنبات المسجد الحرام.
كما عملت إدارة سقيا زمزم على نشر 19.282 حافظة، وتشغيل 600 مشربية، وتوزيع قرابة 524.400 عبوة ماء زمزم، واستهلاك ما يقارب 13.776.000 مليون لتر من ماء زمزم، وإرسال 129 ناقلة للمسجد النبوي. وعملت إدارة خدمات التنقل على استخراج تصاريح لدافعي العربات بعدد 5.570 تصريحًا، واستفاد ضيوف الرحمن من خدمات العربات الكهربائية 51.459 عربة.
وقامت إدارة الأبواب بفتح 118 بابًا لاستقبال ضيوف الرحمن ومتابعة المصاعد والسلالم والجسور، وخصص لذوي الإعاقة 20 بابًا، ويعمل على حراستها أكثر من 1.025 موظفًا على مدار الساعة.. وقامت إدارة الساحات باستخراج عدد من التصاريح لإفطار الصائمين في ساحات المسجد الحرام، والتي بلغت 147 تصريحًا من الجمعيات 85 جمعية، وتم توزيع 3.088.954 وجبة، وبلغ عدد العمالة 4.200 عامل.
وأضاف “الجابري”: أن وحدة شؤون سُفر الصائمين قامت بإصدار 1.639 تصريحًا لتغطّي 22.816 مترًا، وبلغ عدد العاملين على خدمتها 2.622 عاملًا، كما تم تخصيص ما يقدم في السفر على النحو الآتي: “تمر – قهوة – شاهي – أجبان مغلفة – خبز – ألبان – دقة – معمول – كيك”.
ووفرت الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي، ممثلة في وكالة الشؤون النسائية؛ “٦٨” مصلى خاصًّا نسائيًّا لخدمة قاصدات المسجد الحرام خلال الفروض الخمس، بمنظومة متكاملة من الخدمات النسائية النوعية التي تشرف عليها كفاءات نسائية مؤهلة علميًّا وعمليًّا لتلبية رغبات القاصدات في شتى المجالات التوجيهية والإرشادية والتعليمية، وغيرها من منظومة الخدمات النسائية بالحرمين الشريفين الموائمة في مخرجاتها جهود المملكة العربية السعودية لتمكين المرأة وتفعيل دورها القيادي والتنموي في خدمة الوطن.
وأكدت وكالة الشؤون النسائية جاهزيتها لاستحداث المصليات وفق نسب الكثافة، وتجهيزها بالإمكانات البشرية والآلية للقيام بتفويج القاصدات نحو المصليات، وفتح الممرات، وإتمام الصفوف والإرشاد الديني وتغطية الملاحظات، وإنهائها والتذكير الفردي باستغلال الأوقات داخل المسجد الحرام، بالإضافة إلى تفعيل حلقات قرآنية لمختلف الفئات يتم خلالها تعليم القاصدات التلاوة الصحيحة مع التجويد، وإعانتهن على تحسينها وإتقانها، ومراجعة الحفظ لهن على يد نخبة من الكفاءات الحافظة لكتاب الله، عز وجل، كذلك تتم إقامة مجالس في شروحات السنة النبوية الصحيحة والقراءات العشر، وتقديم دروس السنة النبوية المطهرة بأماكن متفرّقة داخل المسجد الحرام.