ربما ينجح استخدام الخلايا الجذعية المثير للجدل في مساعدة المرضى على التعافي من نوبة قلبية، ولكن ليس لأنه يزرع عضلة قلبية جديدة.
لقد كشفت الأبحاث التي أجريت على الفئران أن حقن الخلايا الجذعية في القلب يؤدي إلى استجابة مناعية تجعل الندبة أقوى والقلب ينبض نبضا قويا.
وأشارت الدراسة التي نشرت في مجلة نيتشر(Nature)، إلى أن الممارسة الحالية المتمثلة في حقن الخلايا الجذعية في دم المريض ربما لا تكون مثالية: يمكن أن يكون الحقن المباشر في القلب أكثر فعالية.
أراد الفريق بقيادة جيفري دي مولكينتين من المركز الطبي بمستشفى سينسيناتي للأطفال، بالولايات المتحدة الأمريكية، حل النقاش الشائك حول ما إذا كان العلاج بالخلايا الجذعية ينجح بعد نوبة قلبية ، وإذا كان الأمر كذلك، فكيف؟.
تحدث النوبات القلبية عندما ينسد الشريان التاجي ويمنع الأكسجين من الوصول إلى منطقة عضلة القلب؛ لأن المنطقة التالفة تلتئم مع وجود ندبة، ما يعني أن القلب لا يضخ بشكل جيد.
يمكن أن تكون النتيجة تراكم السوائل على الرئتين وضيق في التنفس، وفجأة فشل القلب الكلاسيكي.
على مدى عقود من الزمان، كانت الدعامة الأساسية للعلاج هي الأدوية التي تستعيد وظيفة القلب الطبيعية لما يصل إلى 40٪ من الناس.
ولكن في الآونة الأخيرة، تم حقن الخلايا الجذعية -المأخوذة من قلب الشخص أو النخاع العظمي- في مجرى الدم على أمل أن تشق طريقها إلى القلب وتشكل عضلة قلب جديدة. على الرغم من التجارب العديدة، إلا أن الدليل على الفائدة ضئيل. خلصت الجمعية الأوروبية لأمراض القلب مؤخرًا إلى أن “الوعد المبكر للعلاج بالخلايا لم يتحقق بعد”. ومع ذلك، وفقا للتقارير فإن 61 شركة أمريكية تقدم العلاج الذي لم توافق عليه إدارة الغذاء والدواء الأمريكية بسبب قصور القلب. ومن هنا تأتي الحاجة الماسة إلى توضيح ما تقوم به الخلايا الجذعية فعليًا. لمعرفة ذلك، سبب فريق مولكنتن (Molkentin) نوبات قلبية لمجموعة من الفئران البالغة من العمر ثمانية أسابيع.
وبعد أسبوع قاموا بحقن واحد من أربعة علاجات مباشرة في القلب: الخلايا الجذعية الحية (مأخوذة من القلب أو النخاع العظمي)؛ الخلايا الجذعية الميتة؛ و دواء يسمى زايموسن (Zymosan ) الذي يسبب تفاعل مناعي؛ والمياه المالحة كعنصر تحكم.
ثم وضعوا القلب المصاب من خلال سلسلة من الاختبارات لفحص ميكانيكته.
واكتشف الباحثون أن الخلايا الجذعية الحية عملت على تحسين وظيفة القلب. ولكن كان هناك توقف مؤقت،وكذلك عملت الخلايا الجذعية الميتة على تحسين وظيفته، وعمل علاج زايموسن Zymosan على أفضل وجه.
واكتشف الباحثون أن الخلايا الجذعية لم تكن تشكل عضلة قلب جديدة، ولكن بدلاً من ذلك كانت تؤدي إلى تدفق الخلايا المناعية، الخلايا المقاتلة التي تحارب العدوى ولكنها تشفي الإصابات أيضًا.
كانت تلك الخلايا المناعية التي يطلق عليها اسم البلاعم (خلية ملتهمة كبيرة) تحول هيئة ندبة القلب – مسببة الخلايا المعروفة باسم الخلايا الليفية التي تشكل الندبة – في الواقع، إلى تقوية العضلة.
يقول مولكينتين: “غيرت الاستجابة المناعية الفطرية النشاط الخلوي تماما في جميع أنحاء المنطقة المصابة من القلب حيث التأمت إلى أبعد ما يمكن مع وجود ندبة وأدت إلى تحسن الخصائص المتقلصة.
عندما أعطى الفريق الفئران دواء لكبح الاستجابة المناعية، فإن الخلايا الجذعية وعلاج زايموسن فقدا قدرتهما على إصلاح القلب.
وبشكل أساسي، إن استخدام الفريق للحقن المباشرة في القلب يمكن – إذا ترجمت النتائج للناس بشكل صحيح – أن يتغلب على الإخفاقات في البحوث الإنسانية القائمة.
يقول مولكينتين: “تم تصميم معظم التجارب الحالية بشكل غير صحيح لأنها تزرع الخلايا في الأوعية الدموية”.
“تظهر نتائجنا أن المواد المحقونة يجب أن تذهب مباشرة إلى أنسجة القلب التي تحيط بالمنطقة التالفة؛ لأن هذا هو المكان الذي يحدث فيه الشفاء وحيث يمكن للبلاعم أن تعمل تأثيرها.”وفقا لـ (مجلة كوزموس “cosmos”)
ترجمة: عايض ربيعان TWITTER: @Ayedh62