بالرغم من صغر سنه الذي لم يتجاوزالـ 24 عامًا، إلا أنّه تمكن من حجز مكانًا له على سلم النجاح ساعيًا للوصول إلى القمة، فهيد الفهيد، الشاب السعودي الذي تمكّن من تحويل منصات التواصل الاجتماعي إلى بوابة جعلت منه مؤثرًا وصانعًا للمحتوى، ليس ذلك وحسب، بل ومساعدًا للآخرين في جعل تلك المنصات مصدرًا رئيسيًا لرزق ودخل الكثيرين من الشباب والشابات.
تخرّج “الفهيد” من قسم العلوم الطبية والتطبيقية من جامعة القصيم، وعمل كأخصائي أشعة إلا أنّ الموجة الرقمية ألهمته لخوض مجال آخر من التأثير على المستوى المهني والاجتماعي، لذا أقبل على تأسيس العديد من المشاريع الرقمية، منها التي باءت بالفشل والأخرى تكللت بالنجاح بعد الإصرار والمثابرة والتقويم والتعديل.
يمتلك الفهيد اليوم آلاف المتابعين عبر منصات التواصل الاجتماعي المختلفة كالتيك توك واليوتيوب وتويتر، إضافة إلى الوكالة الرقمية التي يديرها ويمتلكها، جنبًا إلى جنب مع “أكاديمية فهيد” التي يعمل من خلالها على تقديم الاستشارات والدورات التدريبية بأسعار منافسة، ويعتقد “الفهيد” أنّ الإنترنت اليوم فرصة ذهبية للراغبين بالتعلم وجني المزيد من الأموال والأهم في هذا الإطار هو اختيار تخصص معين لصناعة المحتوى حوله، كما ويرى أنّ الحسابات الاجتماعية باتت اليوم بمثابة السيرة الذاتية المعبّرة عن شخصية الفرد والتي تجلب له عروض الأعمال.
ابتدأ مسيرته في عالم التجارة الإلكترونية من خلال التسويق بالعمولة، الدروب شيبنغ والمتاجر الإلكترونية، ومن ثمّ شرع في دراسة آلية عمل خوارزميات التواصل الاجتماعي بدقة، وأدرك حيثيات التسويق بالمحتوى، كذلك طرق الحصول على التمويل والرعايات، وكيفية إدارة تلك المنصات حتى تصبح عملًا تجاريًا مستقلًا للفرد، ويرى الفهيد أنّ هذا النوع من ريادة الأعمال هو الأقل تكلفة اليوم من حيث عدم وجود تكاليف المباني والمكاتب التجارية، الفواتير، الشحن والتخزين.
وفي غضون سنوات معدودة، تمكن فهيد من الحصول على الآلاف التفاعلات عبر المنصات الاجتماعية المختلفة وظهوره عبر عدّة قنوات تلفزيونية ورقمية، وذلك لقيامه بعرض ثمار التجارب التي خاضها في هذا العالم الرقمي الشاسع، وتقديمه لدروس ثمينة حصل عليها خلال هذه المسيرة القصيرة ومكنته من تحقيق بعض أهدافه بشكل مجاني للجماهير، وقد سعى لعرض تلك النصائح والدروس عبر مقاطع الفيديو المتنوعة وسلاسل التغريدات والمنشورات المختلفة، ولعل أبرز ما يؤمن به “فهيد الفهيد” هو ضرورة حرص صانع المحتوى على اختيار الأفكار الجذابة، صياغتها بطريقة جيدة وسهلة، التجديد في عرض الأفكار على المتابعين، كذلك من الأفضلية أنّ تكون مقاطع الفيديو قصيرة.
في هذا السياق، تجدر الإشارة إلى أنّ حجم التجارة الإلكترونية في المملكة العربية السعودية يتوقع أنّ يحقق 15 مليار دولار بحلول عام 2025م وذلك بحسب تقارير رسمية أعلنت عنها صحيفة العربية في بداية هذا العام، إضافة إلى زيادة المبيعات عبر الإنترنت بنسبة 60% في المتوسط سنويًا عبر جميع الفئات، ولعلّ ذلك ما يجعل الإقبال على هذا المجال بابًا متاحًا وواسعًا لتحقيق الأرباح الفردية والمؤسساتية وتحفيز الاقتصاد المحلي.
المشاهدات : 1324
التعليقات: 0