حقيقة يوافقني عليها الكثيرون..
إنها الشوق لبيت الله الحرام ، وإلى الحج،
فيا من تيسر له الحج، أبارك لك هذا المشروع الكبير في قادم أيامك وأقول:
تجربة الحج من أجمل وأروع تجارب الحياة؛
فاغتنمها ولا تفرط في أقل تفاصيلها ووقتها.
وابذل قصارى جهدك أن تخرج بأكبر الغنائم في ذلك الوقت، نعم إنها والله غنائم في أفضل أيام السنة على الإطلاق..
عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ما من أيام العمل الصالح فيها أحب إلى الله من هذه الأيام ـ يعني أيام العشر ـ قالوا: يا رسول الله، ولا الجهاد في سبيل الله؟ قال: ولا الجهاد في سبيل الله، إلا رجل خرج بنفسه وماله ثم لم يرجع من ذلك بشيء)
[رواه البخاري
كيف بك أيها الحاج وأنت في هذه الأيام
قاصدًا بيت الله الحرام.!
أيها الحجاج :
كم من البشائر تنتظركم، وكم من الأجور في طريقكم، الذكر مضاعف ، ومن فضل الله تعالى أنه في كل وقت وعلى أي حال.
ليس هذا فحسب؛ بل تأملوا:
{ لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَن تَبْتَغُوا فَضْلًا مِّن رَّبِّكُمْ ۚ فَإِذَا أَفَضْتُم مِّنْ عَرَفَاتٍ فَاذْكُرُوا اللَّهَ عِندَ الْمَشْعَرِ الْحَرَامِ ۖ وَاذْكُرُوهُ كَمَا هَدَاكُمْ وَإِن كُنتُم مِّن قَبْلِهِ لَمِنَ الضَّالِّينَ }
يا الله .. ما أعظم تلك الشريعة، حينما أرادت تنقية البشر من الذنوب والمعاصي،
لم تشترط لذلك مالًا، ولا مقابل مادي
إنما :
( من حج ولم يرفث ولم يفسق، رجع كيوم ولدته أمه)
الشرط أيها الحجاج، بعدكم عما يدنس تلك الشعيرة، والركن العظيم من أركان الإسلام.
ومقابل الشرط، عودة بصفاء ونقاء( كيوم ولدته أمه)
هل استشعرتم هذا الواقع بعد أيام؟؟
من منا لا يريد تمحيص الذنوب؟!
هناك من تمحص ذنوبهم بالأمراض، إنما في الحج، أنت أيها الحاج تتقرب إلى الله، وتتلذذ بتلك العبادة، وبفضل من الله تيسرت لك جميع السبل إليها، ولم تعد المشقة كما كانت في عهود مضت؛ فلله الحمد والمنة، لكن تذكروا أيها الحجاج أن هناك عمل عظيم قد لا يستطيعه البعض،
نسأل الله العافية:
إنه الفكاك من أمور الدنيا ومشاغلها، أو نسيان بعض المواقف مع البشر، من خصومات وخلافات وغير ذلك..
لذا، فلنتذكر دائمًا أن الإقبال على الله، يحتاج منا ( نقاء) نقاء داخلي ونية صافية خالصة لا يعلمها إلا من سيحاسبنا عليها
جل جلاله( سبحانه وتعالى)
وهناك أيها الحجاج أمر يسير لكنه على سهولته( سهل ممتنع) إنه الابتعاد عن وسائل التواصل، على اختلافها، والتواصل مع الله تعالى، لا تجعلوا الشيطان يسرق منكم أجمل اللحظات ويغرقكم فيما لا فائدة منه، وحينئذٍ تمر اللحظات وقد ضاع أثمن الأوقات..
كونوا أقوى من اختلاس الشيطان،
وأقبلوا على الله بالذكر والاستغفار، الزموا جماعتكم ولا تختلفوا، ولا تجادلوا فيما لا فائدة فيه، الحج يا كرام ليس فيه وقت لهو أو ترفيه، إنه ركن عظيم وهو أشبه بسويعات تمر كلمح البصر، فما أجمل أن نستغلها فيما يرضي الله عنا، ألم نقصد الله ونحن نريد العودة كيوم ولدتنا أمهاتنا؟؟!
يالها من فرصة، لا يضيعها إلا جاهل..
أيها الحجاج :
قبل أن تجهزوا وترتبوا حقائب السفر، رتبوا
نياتكم واقصدوا بها الكريم العظيم
كونوا وحدكم مع الله، فهذا الهدف الذي جئتم من أجله..
عظموا شعائر الله مهما بدت في أنفسكم مباحة بسيطة.
يا من قصدتم وجه الله تعالى:
ستقابلون مختلف الشخصيات، فاحذروا أن يكون ذلك سببًا لتنازلكم عن مبدأ عظيم، دعوا الخلق للخالق، ولا تدخلوا في جدالات عقيمة، قد تفسد حجكم..
احرصوا كل الحرص على ذكر الله، والدعاء،
الدعاء لأنفسكم و والديكم، و أسركم، ولا تنسوا موتاكم و موتى المسلمين؛ فهم في أمس الحاجة لدعوة في ظهر الغيب من مسلم مقبل على الله.
سامحوا كل من أساء لكم؛ لوجه الله تعالى؛
فهو أدعى لقبول أعمالكم..
تطلعوا أيها الكرام لفرحة العيد بعد أن قضيتم أفضل و أجمل أيام السنة، حفظكم الله، و أعادكم لذويكم سالمين غانمين..
اللهم اجعل هذه الكلمات في ميزان حسنات : أمي، وأبي، ومن نشرها..