تتفاوت الأحاسيس تجاه الوقت ومروره، ودوران الفلك بالليل والنهار، بعض الناس إذا تسأله عن الوقت يقول: إن الإنسان يعيش موتَهُ، فمن عاش من عمره عشرين سنة فقد مات منه عشرون سنة وهكذا، فمرور الوقت يُدني الإنسانَ من نهايته.. وهذا إحساس صحيح، كما قال الشاعر:
أرى الموتَ أعدادَ النفوسِ ولا أرى
بعيدًا غدًا ما أقربَ الموتَ من غدِ
ولكنه شعور غير كافٍ.. وبعضهم يجدُ مرورَ الوقت يجعل الصغير كبيرا، ويجعل الكبير كهلا، وهذا أيضا صحيح، كما قال الشاعر:
أشابَ الصغيرَ وأفنى الكبيرَ
مرورُ الليالي وكرُّ العَشِيّ
ويبقى هذا شعورا غير كافٍ أيضا بقيمة الوقت ومروره.. والذي ينبغي أن يكون مع هذا وذاك معنى يصحُبنا في الغُدُوّ والرواح وهو أن نستحضر قولَهُ تعالى: (إنا كنا نستنسخُ ما كنتم تعملون) [الجاثية: 29] فالوقت يمرُّ لا محالة والفَلَكُ لا يقف، ولكنه يمرُّ لنا أو علينا.
المشاهدات : 45738
التعليقات: 0