إن من أهم بواعث الأمن واستتباب السكينة والشعور بالراحة النفسية والكرامة الخاصة أن يحس كُل إنسان انه في حصانة تامة من أي جور أو ظلم، وأن القوانين موضوعة لحمايته، وأن وقوَع الخطأ يأخذ طريقا واضحا من التحقق والتثبت، وركائز حقوق الإنسان تشمل الجوانب الاجتماعية والثقافية والاقتصادية وغيرها مما يكفل له الحياة الكريمة مع الشعور بالأمن والاستقرار.
إن قدر الإنساِن في ظل الإسلام رفيع، والمكانة المنشودة له تجعله سيدا في الأرض والسماء، لأنه يحمل بين جنبيه نفخةً من روح الله، وقَبًسا من نوره الأقدس، وهذا النسب السماوي هو الذي جعله خليفةً عن الله في أرِضه.
وتقوم المملكة العربية السعودية منذ تأسيسها على توفير الرعاية لكافة مواطنيها، وقد نص النظام الأساسي للحكم على تعزيز هذا الحق وحمايته، حيث جاء في المادة العاشرة منه على أن: تحرص الدولة على توثيق أواصر الأسرة، والحفاظ على قيمها العربية والإسلامية، ورعاية جميع أفرادها، وتوفير الظروف المناسبة لتنمية ملكا ِتهم وقدرا ِتهم، وكفل نظامها لجميع الأفراد الرعاية والحماية الشاملة.
وقدمت مملكتنا رعاية خاصة بالطفل، حيث أوجب نظامها تقديم الرعاية الصحية والتعليمية المجانية على كافة الأصعدة، التي تشتمل على ضرورة تمكين الأطفال من الحصول على اللقاحات الإلزامية، وتوفير الدراسة لجميع المراحل الدراسية والجامعية، وتوظيف المقررات الدراسية لتحقيق التنمية الاجتماعية والثقافية التي تتلاءم مع نمو الطفل وتشجعه على اكتساب المعرفة والمهارات اللازمة، وعلاوة على ذلك، تصرف المملكة مكافآت لمن يلتحق بالتعليم الجامعي.
أولت حكومة المملكة اهتماماً كبيراً بالمرأة في مجال حقوق الإنسان، وانتقلت بها نقلات نوعية في كافة المجالات، ولا شك أن ما تحقق في إطار إعمال حقوق المرأة على المستوى الوطني أسست له رؤية المملكة 2030 وهيأت له البيئة التشريعية، حيث نصت الرؤية على تشجيع المشاركة الكاملة للمرأة في سوق العمل وتنمية مواهبها واستثمار طاقاتها وتمكينها من الحصول على الفرص المناسبة لبناء مستقبلها والإسهام في تنمية مجتمعها واقتصاد بلادها وركزت على إعطاء النساء نصيباً كبيًرا من التمكين والإنصاف لتعزيز دورها في مختلف المجالات.