ان ذكرى يومنا الوطني 93، تعبّر عن الاعتزاز بأمجاد الوطن، والفخر بمكانته ووحدته بين الأمم، التي أسست قواعد هذا البنيان الشامخ. اللهم احفظ لنا بلادنا، وأدِم عليها الأمن والاستقرار.
ونعيش اليوم في وطننا الشامخ حاضرًا مميزًا كان حلماً، ونتطلع لمستقبل أكثر تميّزًا سيتحقق بحول الله سبحانه وتعالى ثم بقادة المرحلة “خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين” -يحفظهما الله- الذين بذلوا ويبذلون جهدًا في المضي قدمًا بمسيرة وطننا.
وأبرز ما يميز المرحلة الحالية التاءات الثلاث وهي: (تمكين /تقنية /تعزيز)
أولها: تمكين المرأة بالسعودية والذي شهد قفزات في التقارير العالمية بمشاركتها محليا واقليميا وعالميا.. طموحات ومناصب ودعم متواصل من القيادة الرشيدة وتتواصل مسيرة المرأة السعودية في تحقيق رؤية ٢٠٣٠. فخورة بكوني أحد نساء المجتمع السعودي وخاصة في مجال تقنيات التعليم.
وثانيها: التقنية الرقمية والذكاء الاصطناعي الذي ساهم في زيادة التفاعل بين الأفراد، والتأثير في المجتمعات، والذي انعكس بصورة ايجابية على شخصية الطلاب الذين سيقودون عجلة التنمية والتقدم في مجتمعنا. الا أن هذا أدى إلى نشر بعض الآراء والأفكار الخطرة، والجرائم الإلكترونية، والسلوكيات غير المسؤولة بين الطلاب؛ نتيجة الاستخدام السيئ لمختلف هذه التقنيات، وظهرت الحاجة إلى وجود سياسة تحفيزية، وقائية ضد أخطار التقنيات الرقمية، للاستفادة المثلى من إيجابياتها، تمثل الاستخدام المسؤول للتقنيات في العصر الرقمي. فإن النموذج المثالي للهوية الصالحة في القرن الحادي والعشرين؛ لابد أن يتناغم مع هذه الحاجة ويعبر عن معايير السلوك الرقمي المناسب والمقبول، المرتبط باستخدام التقنيات الرقمية، والذي يسمى بالهوية الوطنية الرقمية.
وثالثها: تعزيز الهوية الوطنية الرقمية وهي الاستخدام المسئول والأخلاقي والآمن من جانب الأفراد لتقنية المعلومات والاتصالات، كأعضاء في المجتمع السعودي، وكمواطنين في المجتمع العالمي.
والهوية الوطنية الرقمية هي قواعد السلوك المعتمدة في استخدامات التكنولوجيا المتعددة، والقدرة على المشاركة في المجتمع عبر شبكة الإنترنت، كما أن المواطن الرقمي هو المواطن الذي يستخدم الإنترنت بشكل منتظم وفعال، إن مفهوم الهوية الوطنية الرقمية إذن له علاقة قوية بمنظومة التعليم، لأنها الكفيلة بمساعدة المعلمين والتربويين عموما وأولياء الأمور لفهم ما يجب على الطلاب معرفته من أجل استخدام التكنولوجيا بشكل مناسب.
ولعل أكثر منهج نحتاجه حاليا هو منهج لتعميق المواطنة في نفوس النشء وتعليمهم وتربيتهم على مفهوم الهوية الحقة وتعريفهم بالتحديات التي تواجه الوطن وكيف نوظفه وما مقوماته عند ارتباط الطالب مع الوطن. لننشئ أجيالا تتقن فن الإبداع والابتكار والوسطية حول ارتباطهم بالوطن قيادة وكيانا وأرضا.
وأخيرا كل عام وولاة امرنا ووطننا بخير اللهم احفظ خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، وولي عهده الأمين ووفقه لكل ما تحبه وترضاه، وسدد خطاه.
كتبه
(*) ا.د. عائشة بليهش محمد العمري
استاذ تقنيات التعليم الرقمي
بجامعة طيبة
DRablehsh@
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ