أطلقت وزارة الثقافة بالتعاون مع مجمع الملك سلمان العالمي للغة العربية، فعالية “لغة الشعر والفنون” في ساحة الكندي بحي السفارات بالرياض؛ وذلك تزامنًا مع اليوم العالمي للغة العربية الذي يوافق 18 من ديسمبر من كل عام؛ لتعكس عبر أنشطتها وبرامجها جماليات اللغة العربية، وارتباطها الوثيق بمختلف الفنون؛ وذلك في إطار جهود الوزارة في العناية باللغة العربية أحد أهداف رؤية المملكة 2030.
وتستهدف الفعالية التي تقام على مدى ثلاثة أيام متتالية مختلف شرائح المجتمع المحلي، والسياح من مختلف أنحاء العالم، إلى جانب المهتمين بالشعر والفنون بشتى أنواعها؛ لتأخذهم في تجربة فريدة بأجواء ساحرة تتخللها الموسيقى الشعرية؛ حيث تستقبلهم بالضيافة السعودية الأصيلة المتمثلة في القهوة السعودية والتمر، والمجسمات الفنية الممزوجة بالحروف العربية، ليخوضوا معها غمار رحلة ثقافية ملهمة تبرز تنوع مجالات اللغة العربية وكيفية توظيفها، وتجسد الخط العربي وتدمجه بالفن الموسيقي.
وركزت وزارة الثقافة في فعالية “لغة الشعر والفنون” على إبراز العمق الثقافي والتاريخي للغة العربية، وإحيائها في قالب إبداعي حديث؛ حيث تبدأ بمدخل مصمم بألوان زاهية يتمثل في مجسم “سلسلة الأبجدية” الذي يعكس جمال وعمق اللغة العربية، وتجسدت فيه الحروف الهجائية على شكل حروف مضيئة، وبشكل هندسي يمثل ممرًا يعبر عن فكرة حروف اللغة العربية، والتي تزينت بإضاءات مميزة؛ لتعكس إثراء المعرفة والإبداع في آن واحد.
وتقدم الفعالية في ثلاث مناطق رئيسية أنشطةً وتفعيلات ثقافية يتجلى فيها الغنى التراثي للثقافة العربية، معززةً من فهمها والاعتزاز بها عبر الشعر والقصائد المغناة، وإبرازها من الجانب الفني. وتجمع أولى مناطقه “حرف وقصيدة” بين التجربة والفن التي استمتع فيها الزائر بأجواء شاعرية، ومعزوفات موسيقية على هيئة الحروف العربية، وتضم أربعة أقسام فرعية تبدأ بـ”شطر” الذي يأخذ الزوار في رحلة بين عصور الشعر، مستعرضًا المعلقات الشعرية على قواعد خشبية مخطوطة بجماليات الشعر، وبداخلها بلاستيك حراري (أكريليك) مضيء يحتوي على عدة قصائد، وقسم “ثمان وعشرون حرفًا” التي تجسد حروف اللغة العربية في أشكال هندسية إبداعية، وبأسلوب مبتكر ليمر من تحتها الزائر مستمعًا إلى قصائد مختلفة بحسب الحروف العربية، وينتقل منه إلى قسم “اللغة العربية في العالم” المتضمن شاشات صغيرة تحتوي على عرض مرئي يوضح كيفية نطق الكلمات العربية في أكثر من دولة، وبعده “المخطوطات المضيئة” الموزعة في قسم كامل بمنظر جمالي إبداعي، ومنه إلى قسم “قصائد مغناة” الذي يمزج الأدب والموسيقى بمشاركة فنان يعزف على أنواع الخطوط العربية؛ لخلق تجربة فريدة وعميقة، بالإضافة إلى استمتاع الزائر بجلسات مريحة تخلق ذكرى تلامس الوجدان، وتفتح آفاقًا جديدة.
وتُعَد المنطقة الثانية “أفانين وفنون” منطقة تجربة فنية وأدبية مميزة استمتع خلالها الزائر بتفعيلات تثري تجربته، وتضم قسم “فنون” الذي يعرض كلمات غير متداولة، وفي مقابلها كلمات متداولة تحمل نفس المعنى، ويتمكن الزائر من لمس الزر ليجد معنى الكلمة على الحائط مع دمجها بالضوء؛ لتعكس شكلًا إبداعيًّا وتُعَرفه بالمعجم العربي، وأما القسم الثاني “أفانين” فبدأ بلوحات مضيئة تجمع بين فن التصميم، وجمالية مرادفات اللغة العربية؛ لإنشاء تأثيرات بصرية مذهلة، مستخدمًا الإضاءة كجزء مكمل وجوهري للتعبير الفني، ثم يأتي قسم “أفنان” الذي يضم مجموعة من المكعبات المزينة بالحروف العربية والتي تمثل جملة؛ ليحاول الزائر اكتشاف الحروف لإيجاد الكلمات وتدوينها على الشاشات المرفقة مع المكعب.
وبخصوص منطقة “فناء” فهي توفر تجربةً تفاعليةً وإبداعيةً للزائر تسمح له بالمشاركة دون قيود؛ لتضفي جوًّا فريدًا ومميزًا، وتخلق تجربةً تعليمية عبر تفاعل الأشخاص وتعبيرهم بأشكال مختلفة، وتشجع على الابتكار والتفاعل الاجتماعي، وتضم المنطقة قسم “اكتشف المكعب” الذي يعزز ذاكرة الطفل، ويعرفه على طريقة كتابة الحروف عبر تصميم مكعبات بشكل طولي يحاكي لعبة الذاكرة، وتمكنه من تحريك المكعبين ليكتشف الحرف والكلمة التي تماثله. وقسم “اكتشف الحروف” الذي يقدم عرضًا إبداعيًّا تعليميًّا حركيًّا يستمتع فيه الطفل بإضاءات أرضية تحتوي على الحروف الهجائية، ويقسم فيه الأطفال إلى فريقين؛ بحيث يقوم كل طفل بالقفز على الحروف لتكوين جملة “نفخر بها”. وأما قسم “اصنع الفن” فيقدم مساحة تفاعلية تعليمية عبر طاولة مستديرة لمجموعة من الأطفال؛ حيث يبدأ فيها الطفل بتلوين الحرف ليجعل منه ذكرى استثنائية. وفي لعبة “حرف، إنسان، حيوان” الشهيرة فيجد الطفل مكعبات مرفقةً بشاشة مخصصة لكل لاعب، وتتوسط اللاعبين إضاءة بالحرف المختار بتقنية “هولوجرام”.
وتأتي هذه الفعالية في إطار جهود وزارة الثقافة ومجمع الملك سلمان العالمي للغة العربية؛ للاحتفاء باللغة العربية في يومها العالمي عن طريق فعالية ثقافية وفنية إبداعية وثرية تُظهر جمالية اللغة وخصوصيتها؛ وذلك بهدف ترسيخ مكانتها، وارتباطها الوثيق بالفنون الإبداعية، ودورها الحضاري على مر التاريخ في تعزيز الحوار والتواصل مع الثقافات الأخرى، وإظهار قِيَم التعددية اللغوية والثقافية في المجتمع؛ فضلًا عن تأصيل عمق اللغة العربية الثقافي والحضاري.