يعد استشعار الدول بأهمية الملكية الفكرية نابع من إيمانها بدورها المهم وأعمالها الإيجابية التي ستعود بنهضة الوطن ومقدراته، لأنها تعزز الابتكار، وتحفز الابداع، وتحمي الحقوق، باعتبارها ركيزة مهمة من الركائز التي تسهم في تحقيق التنمية المستدامة باختلاف أعمالها وأنشطتها، المعززة للاقتصاد أو التنمية الاجتماعية، وفي تسليط الضوء على جهود المملكة العربية السعودية في حماية الملكية الفكرية فقد أُنشِئت الهيئة السعودية للملكية الفكرية في هيئة مستقلة ذات طابع خاص تهتم بشكل دقيق بما يختص بكل ما يتعلق بالملكية الفكرية، وحمايتها، وسن الأنظمة واللوائح المحققة لأهدافها وأعمالها، وتكون الجهة الوحيدة والمسؤولة عن ذلك.
وانطلاقًا من ذلك فإن الهيئة السعودية للملكية الفكرية تلعب دورًا محوريًا وحيويًا في المساهمة في صناعة مستقبل المملكة وتحقيق أهداف الرؤية الطموحة للمملكة العربية السعودية ٢٠٣٠، من خلال إسهاماتها المهمة في حماية حقوق الملكية الفكرية وتنظيم أعمالها، والعناية بشؤونها، وتقديم التوعية التثقيفية المحققة لأهدافها ومقاصدها، وتعزيز الوعي بأهمية برامجها، وتطوير السياسات التشريعية التي تدعم الابتكار والتنافسية، وفق أحدث المناهج المتطورة التي تسهم في تحقيق الأهداف المرسومة من خلال دعم الاقتصاد القائم على المعرفة، في تنمية اقتصادية معرفية مزدهرةِ تقوم على الإبداع وتحفز الابتكار، مما يكون له أثرٌ إيجابي في صناعة بيئة عمل آمنة ذات تنمية مستدامة متطورة.
ولم تقف جهود الهيئة السعودية للملكية الفكرية عند هذا الحد بل هي عنصر مهم في استغلال التكنولوجيا الخضراء التي تسهم بشكل واضح في الحد من الأزمة المناخية وتغيرها، من خلال السياسات المشجعة على النقل التكنولوجي، والاستثمار الأمثل في الابتكار المستدام، مما يصنع تقدماً واضح المعالم، ظاهر الآثار في التقدم نحو مستقبل مزدهر ومستدام، ويحد من أزمة تغير المناخ، وما ذلك إلا للدور الفاعل الذي تقدمه الهيئة في تعزيز التكنولوجيا الخضراء، وتحفيز الابتكار، ومواكبة التطورات العالمية المتجددة، من خلال المبادرات النوعية الهادفة، وتعزيز البيئة الابتكارية، ودعم وتحفيز المبدعين، ورواد الأعمال، وتوفير خدمات عالية الجودة، تسهم في تسهيل ممارسات الأعمال، وتشجيع الابتكارات الخضراء، ومن ضمن جهود الهيئة المبذولة مشاركتها في الاحتفال باليوم العالمي للملكية الفكرية، والذي يحمل شعار “لنبتكر من أجل مستقبل أخضر”.بهدف التوعية بالملكية الفكرية، والدور الذي تلعبه حقوق الملكية الفكرية في تشجيع الابتكار والابداع والحفاظ على الطبيعة وعدم تلوثها من خلال الابتكارات والابداعات المتعلقة بالملكية الفكرية.
وتسعى الملكية الفكرية لتعزيز مكانة الابتكار والابداع لكافة أنواع التنمية نحو بيئة خضراء منها الاقتصادية، الاجتماعية، الثقافية، مستغلة الحملات التوعوية والورش التدريبية ونشر الوعي بأهمية الملكية الفكرية ودورها في دعم الابتكار الأخضر، بهدف تعزيز ثقافة الابتكار المستدام في المجتمع، وبناء منظومة حكومية متكاملة تدعم الابتكار الأخضر، مما يعزز من تحقيق أهداف الاستدامة ورؤية المملكة 2030.
