لم أكن أحلم يومًا بهذا اللقب، ولم يدُر بخلَدي -قبل معرفتي بالصين وبعض ثقافتها، وشيئًا من لغتها-
لكنّه التحدي أحيانًا؛ بل والخوض في مختلف التجارب، ومواكبة الجديد؛ قد يكون ذلك كلُّه دافعٌ لي للوصول لهذا اللقب.
أجد اختلافًا في ردود الأفعال عند الكثيرين، مابين مؤيد ومؤازر، وما بين مستنكر وساخر، ومابين متعجب وضاحك.
وكل ردود الأفعال تلك لا تعنيني؛ سوى من يآزرني ويشجعني ويعينني عليها كخطوةٍ غريبةٍ في زمن المتغيرات.
من العجيب أني وجدت محادثةً دارت بيني وبين أحدهم في بدايات تعلّمي للغة الصينية كنتُ أقول حينها: “وما يدريك فلربّما أدرّس اللغة الصينية يومًا ما..!!”
وبالفعل تعلمتها على مراحل مختلفة مابين دراسة أسبوع للأساسيات، و( دورةٍ مكثفةٍ للأساسيات كذلك لمدة شهر من جامعة الملك سعود) وتعليم ذاتي من خلال المواقع وبعض التطبيقات الإلكترونية.
بعد ذلك انطلقت في عالم التدريب؛ لأقدم دورة في أساسيات اللغة الصينية ولمدة ثلاثة أيام من تنظيم قسم نشاط الطالبات في وزارة التعليم، وكانت الدورة – ولله الحمد والمنة- من أروع الدورات التي قدمتها.
حضر الدورة ما يقارب من خمس وثلاثين متدربة ، كانت الآراء من المتدربات تحفز لاستمرار هذه الدورة التي كانت حافزةً للكثيرات كي يكملن المسير في تعلم اللغة الصينية.
وفي هذا العام بعد أن صدر القرار بتعليم اللغة الصينية لطالبات المرحلة الثانوية
كنت من أُولَياتِ من وقع عليهنّ الاختيار لتعليم تلك اللغة، تحت مسمى( ميسّرة للغة الصينية) بحكم أنها ليست هي التخصص الأساسي لي.
وكم في تلك الخطوة من مواقف، وكم فيها من مفاجآت، وفي حقيقة الأمر بالنسبة لي كانت ردود الأفعال تلك متوقعة من الطالبات، وليست غريبة على البعض وهن مابين رافضة للفكرة، وبين من يساورها الحياء من أن تتعلم تلك اللغة ، وبين من تريدها لكنها متأثرة بما أسمته( تنمر الأهل والأقارب )
أراني على ثغر من ثغور محاربة الجهل؛ خاصةً والوضع كما ذكرت لكم آنفًا..
لاتظنوني سأتأثر سلبًا أمام تلك المواقف.
ولا تعتقدوا بأنّي سأترك ذلك المجال أو غيره مما وجدت فيه بعض الصعوبة.
فالحياةُ جُبِلَت على الكدر، والله تعالى يقول:
{ لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ فِي كَبَدٍ }
وهنا لاينبغي أن نقف عند محطات الألم، أو مواقف الضعف؛ بل على العكس، نستمر مستعينين بالله واثقين بتوفيقه وعونه.
فله الحمد والشكر على جزيل النعم.
وبفضله يستمر العطاء ونستمر في الطلب، وبتوفيقه هاأنا اليوم أحصل على شهادة معتمدة من وزارة التعليم، في تعلم مزيدًا من اللغة الصينية، تضاف لما لديّ قبلها.
إن مما يحز في النفس أحيانًا قول بعضهم :
أنت تفضلين تلك اللغة على تخصصك، أو : نسيتِ تخصصك ( اللغة العربية ) واندمجتِ في تلك اللغة، أو نشعر بأنك تحبينها وغير ذلك مما يقال لي.
والحقيقة :
قلّب فؤادك حيث شئت من الهوى..
مالحب إلا للحبيب الأولِ..
وحقيقة أخرى :
لغتي وما أحلا نداءك في فمي
عبق الحروفِ فصيحة في مبسمي
لغة القرآن الكريم ولغة أهل الجنة، لا مساومة عليها، ومهما قدمنا لها ومن أجلها، نبقى مقصرين، وسنظل نعمل من أجل بقائها ورفعتها فهي شمس ساطعة في سماء لغات العالم….
ماذا عساي أن أكتب عن أم اللغات..!
لغة حباها الله عزًا شامخًا
لغة الجنان وأحرف القرآن
كم أحمد الله بين الحين والآخر أن تخصصي الأكاديمي في ( اللغة العربية وآدابها ) فلذلك دور كبير في فهم القرآن، وكذلك معرفة كثير من الثقافات الأخرى.
وهذه من نعم الله علي.
ومهما يكن فإن لغة القرآن الكريم شرف لمن يعرفها ويتقنها، ولا مجال للمقارنة بينها وبين أي لغة أخرى.