دعا المؤتمر الدولي الأول للعواصف الغبارية والرملية إلى ضرورة الاستفادة من القدرات التقنية والعملية والبحثية للمركز الإقليمي للتحذير من العواصف الغبارية والرملية، بما يحقق أهداف الدول من خلال توسيع نطاق مهامه؛ ليشمل دول إقليم غرب آسيا والشرق الأوسط؛ لما تعانيه أغلب الدول من الآثار الجسيمة للعواصف الغبارية والرملية بسبب تبعات شح مواردها الطبيعية، وحاجتها إلى الدعم الفني من المركز الإقليمي للتحذير من العواصف الغبارية والرملية.
جاء ذلك في ختام أعمال المؤتمر الذي استضافته السعودية، ممثلة في المركز الوطني للأرصاد “المركز الإقليمي للتحذير من العواصف الغبارية والرملية”، خلال الفترة من 4- 6 مارس الجاري بالرياض، بمشاركة رفيعة المستوى من قيادات وممثلي منظمات عالمية، وأكثر من 200 باحث وخبير متخصص من الجهات المعنية.
وأكد المؤتمر ضرورة إيجاد إطار تنسيقي بين الدول؛ للتعامل مع العواصف الغبارية العابرة للحدود، ودعم جهود دول المصدر؛ للتخفيف والحد من آثارها على الدول المتضررة، وإجراء الدراسات العلمية لتحديد أسباب حدوثها.
وحث دول المنطقة على المزيد من التعاون؛ لتمكين المركز الإقليمي للتحذير من العواصف الغبارية والرملية من تحقيق أهدافه التنسيقية والبحثية، وكذلك قيام الدول بالمزيد من الدراسات؛ لتقييم آثار الغبار والعواصف الرملية على البيئة والصحة والاقتصاد؛ للتقليل من تأثيراتها.
وأكد المؤتمر أهمية بناء جسور التعاون بين المؤسسات البحثية الدولية والمراكز الإقليمية ذات الاختصاص بالتحذير من العواصف الغبارية والرملية في أوروبا وآسيا وأمريكا.
ودعا إلى الاستفادة من مبادرات المملكة العربية السعودية الإقليمية، متمثلة في المركز الإقليمي للتغير المناخي، والبرنامج الإقليمي لاستمطار السحب، بما يحقق الفائدة للدول في الحد من الآثار السلبية للعواصف الغبارية، والعمل على زيادة دراسات عن التداخلات بين الغبار والانبعاثات الناتجة من النشاطات البشرية، وتأثيرها على الصحة، وعلاقتها بمعايير منظمة الصحة العالمية.
فيما حث دول الإقليم على إنشاء محطات بحثية متكاملة (Super Site)، يتم تحديد عددها ومواقعها بشكل استراتيجي على مستوى الإقليم، وكذلك حث المنظمة العالمية للأرصاد على زيادة دعم المشاريع والبرامج المعنية برصد ومراقبة العواصف الغبارية في دول الإقليم، خاصة الدول التي تعاني نقص الإمكانيات.
ودعا المؤتمر المركز الإقليمي للتحذير من العواصف الغبارية والرملية، بالتعاون مع المنظمة العالمية للأرصاد والمؤسسات البحثية، إلى إعداد دراسة أولية لإنشاء شبكة إقليمية لخدمة دول منطقة الشرق الأوسط، تشمل إجراءات ومعايير رصد العواصف الغبارية؛ بهدف تحسين جودة البيانات، وسرعة تبادلها، وتطوير آلية إقليمية للإنذار المبكر.
وأوصى بأهمية زيادة البرامج التوعوية والتثقيفية من الآثار الناجمة عن العواصف الغبارية والرملية، في الجانب الاجتماعي والصحي والاقتصادي والتنموي، وتعزيز التنسيق في مجال بحوث الغبار بين دول المنطقة، وعقد اللقاءات الدورية؛ لتبادل المعرفة والخبرات في هذا الجانب.
كما رحب باستضافة المملكة العربية السعودية الدورة السادسة عشرة لمؤتمر الأطراف في مكافحة التصحر والجفاف، وارتباطه الوثيق بالجهود الرامية للحد من تأثير العواصف الغبارية والرملية، داعيًا إلى زيادة البرامج التنموية الرامية للحد من الآثار السلبية للعواصف الغبارية والرملية على المجتمعات، وربط مخرجات الأبحاث المعنية بالعواصف الغبارية والرملية؛ لدعم سياسات صانعي القرار.
وناقش المؤتمر على مدار ثلاثة أيام 7 جلسات رئيسية، تمحورت حول تأثيرات الغبار على جودة الهواء وصحة الإنسان في المناطق الجافة الحضرية، والتنبؤ بالعواصف الرملية والترابية والتخفيف من آثارها، كما استعرضت تقنيات الرصد والتنبؤ، وتوصيف الغبار وخصائصه، والصحة وجودة الهواء في المنطقة المتأثرة بالغبار، وقياس ونمذجة تأثير الغبار على أجهزة الطاقة الشمسية والمناخ في شبه الجزيرة العربية، إضافة إلى تناول الغبار والطقس والمناخ والسياسة، والأنشطة المتواصلة للأمم المتحدة لمكافحة العواصف الرملية والترابية، إضافة إلى جلسة نقاشية ركزت على تعزيز القدرة على الصمود في مواجهة العواصف الرملية والترابية، والجفاف وتدهور الأراضي: التحديات والتعاون الإقليمي وتبادل المعرفة من أجل اتخاذ تدابير فعالة. وهدفت إلى تعزيز التعاون الإقليمي لتبادل البيانات وبناء القدرات، وتطوير إطار التعاون الدولي، ومواءمة الجهود مع أهداف التنمية المستدامة، ومعالجة الأسباب والتحديات الجذرية، فضلاً عن دمج بيانات العواصف الغبارية والرملية في قرارات COP16 ذات الصلة لدعم الأطراف المتضررة.
وواكب المؤتمر تنظيم معارض تفاعلية لتعريف الزوار بأهداف وأدوار المراكز الإقليمية التي يشرف عليها المركز الوطني للأرصاد، وهي: المركز الإقليمي للتحذير من العواصف الغبارية والرملية، والمركز الإقليمي للتغير المناخي، والبرنامج الإقليمي لاستمطار السحب، وكذلك التعريف بالجهود والمبادرات التي تقدمها السعودية نحو استدامة بيئية ومناخية.
فيما أقام المؤتمر ركنًا خاصًّا لتعريف المشاركين والباحثين والمهتمين والزوار من مختلف دول العالم بالثقافة والتراث السعودي، من خلال محتوى ثقافي إبداعي، وأقسام متنوعة، غطت مختلف المجالات والقطاعات الثقافية.