أعلن المركز الوطني لتنمية الحياة الفطرية، عن إحراز تقدم في برنامج إعادة توطين الفهد، بولادة أربعة أشبال من الفهد الصياد.
جاء ذلك خلال جلسة عقدها المركز للتعريف بالفهد الصياد والجهود المبذولة لإعادة توطينه، في إطار الاستراتيجية الوطنية للحفاظ على الفهد ضمن البرنامج الوطني لإعادة توطين الفهد الصياد الذي أطلقه المركز برعاية وزير البيئة والمياه والزراعة، رئيس مجلس إدارة المركز الوطني لتنمية الحياة الفطرية، المهندس عبدالرحمن بن عبدالمحسن الفضلي.
وأوضح الرئيس التنفيذي للمركز الدكتور محمد علي قربان، أن اكتمال الاستراتيجية الوطنية للحفاظ على الفهد التي أُعِدت بمنهجية متكاملة وفقًا لأعلى المعايير الدولية وما نشهده اليوم من ولادة أربعة أشبال من الفهد؛ يمثل إنجازًا مهمًّا لجهود المركز، ويبرز فعالية البرنامج الوطني في ضمان مستقبل مستدام للفهود في موائلها الطبيعية في المملكة، كما يجسّد نجاح مساعي المركز لإعادة تأهيل النظام البيئي وتعزيز توازنه”.
وأضاف الدكتور “قربان” أن تسجيل هذه الولادات يعكس أهمية خاصة، كون الفهد الصياد هو أحد الفصائل المنقرضة في الجزيرة العربية منذ أكثر من 40 عامًا، وتعكس الاكتشافاتُ الأخيرة لمومياوات الفهود في شمال المملكة التي تعود لآلاف السنين، القيمةَ الثقافية والبيئية لشبه الجزيرة العربية كموطن أصلي للفهود؛ وهو ما يمثل حافزًا للتوسع في الجهود المبذولة لاستعادة الفهد وإعادة تأهيله، والتي تسير وفق استراتيجية ممنهجة متكاملة.
كما تم خلال الجلسة الكشف عن تفاصيل الاستراتيجية الوطنية للحفاظ على الفهد التي تتضمن عدة مراحل، تشمل: تأسيس مرافق الإكثار والتوحيش، وتحديد المناطق المحمية المناسبة، والتحضير لعملية إعادة التوطين، تليها الشراكة المجتمعية في برنامج الحماية، ثم إعادة التوطين وتأسيس مجموعة متكاثرة ذاتيًّا ومستدامة؛ مما يعزز الآمال في إنشاء مجموعة تتيح النمو المستدام للفهد في المملكة.
ويعكس الإعلانُ عن ولادة الأشبال الأربعة واكتمال الاستراتيجية الوطنية للحفاظ على الفهد الصياد التي طوّرها المركز، دورَ المملكة الريادي ونجاحها في جهودها الرامية إلى تعزيز التوازن البيئي من خلال المحافظة على الأنواع المهددة بالانقراض وإكثارها في الأسر وإعادة توطينها؛ حيث إن 15% فقط من الفهود المولودة في البرية يمكن أن تتكاثر في الأسر، ومن هذه المجموعة لا يستمر في التكاثر سوى 20%.
وكشف المركز في وقت سابق تفاصيل نتائج الدراسات والأبحاث المتضمنة: العمر الزمني للعينات، وتحديد الأنواع الفرعية للكائن، والأبعاد الثقافية والتاريخية للفهود في الجزيرة العربية.. وقدّم الكشفُ معلوماتٍ قيمة في برنامج الإكثار وإعادة التوطين وليصحح الكثير من المعلومات غير المؤكدة، ويؤثر إيجابًا على الأبحاث المتعلقة بالحياة الفطرية مستقبلًا، مع رفعه لسقف الطموح لدى الباحثين لإيجاد مزيد من الدلائل في هذا المجال.
وتَمكن باحثو المركز -بمشاركة خبراء عالميين- من تحديد زمن انقراض هذه الكائنات واستخلاص تركيبها الوراثي، وتحديد النوع ومقارنته بالتسلسل الجيني للفهود الموجود حاليًا لدى مراكز الإيواء التابعة للمركز ومجموعات الفهود المنتشرة بالعالم؛ الأمر الذي يدعم البرنامج الذي يعمل عليه المركز حاليًا لإكثارها وإعادة توطينها في المملكة.
وتواصل المملكة جهودها المكثفة في مجال الحفاظ على الفهد الصياد من خلال توظيف البحث العلمي، وتطبيق استراتيجيات ابتكارية، وإقامة شراكات تعاونية لإعادة توطين الفهد الصياد في موائله التاريخية.