نظّمت هيئة المتاحف أمس، لقاءً افتراضياً بعنوان “متاحف السيرة الذاتية: المفهوم وتحديات اقتناء المجموعة والهدف الاجتماعي”، بحضور عدد من المختصين في متاحف السيرة الذاتية، والمهتمين بالقطاع من مختلف فئات المجتمع.
واستعرض اللقاء مفهوم متاحف السيرة الذاتية وأهمية اقتناء المجموعات، والتحديات التي تواجه هذه المتاحف في تحقيق أهدافها الاجتماعية والثقافية.
وقدّم اللقاء شرحاً موجزاً لمفهوم متاحف السيرة الذاتية، موضحاً أنها متاحف أُسست بناءً على المقتنيات والأرشيفات وغيرها من المواد التي كان يملكها الأفراد الذين أثروا المجتمع ثقافياً وفنياً خلال حياتهم؛ حتى بعد رحيلهم.
واستضاف اللقاء كلاً من: مديرة «متحف أم كلثوم سابقاً» الدكتورة نهلة مطر، ومديرة مركز “قبة جدة” التابع لهيئة المتاحف ومديرة المشروع السابقة لـ «متحف مركز طارق عبدالحكيم» في جدة هلا أبو زيد، ومديرة «متحف نيقولا سرسق» في بيروت كارينا الحلو، وأدارت الحوار مديرة «متحف البحر الأحمر» في جدة، التابع لهيئة المتاحف إيمان زيدان.
وفي مستهل اللقاء عرفت المتحدثات بمتاحف السيرة الذاتية التي أشرفنَ عليها، حيث أخذت الدكتورة نهلة مطر، الحضور في جولة تخيلية بمتحف كوكب الشرق، الفنانة الراحلة أم كلثوم، الذي يقع على ضفاف نهر النيل في جزيرة الروضة وأُسس عام 2001 ليعرض سيرة أم كلثوم الذاتية، ضاماً قاعة سينما تُعرض فيها أفلام وثائقية عن حياتها، وقاعة بانورامية تعرض صوراً متحركة تحكي قصتها، إضافة إلى قاعة تعرض مقتنياتها الشخصية، ومكتبة تحتوي على كتب ورقية.
من جانبها، تحدثت هلا أبو زيد، عن متحف مركز طارق عبدالحكيم، الذي عملت عليه وزارة الثقافة منذ عام 2019، وافتتحته هيئة المتاحف عام 2023، حيث اختيرت جدة التاريخية موقعاً له؛ كونها مسجلة في قائمة اليونسكو للتراث العالمي، حيث يركّز المتحف على سيرة طارق عبدالحكيم وعلى مساهماته في تشكيل الهوية الموسيقية والثقافية السعودية.
بدورها، أوضحت كرينا الحلو، أن المبنى الخاص بمتحف نيقولا سرسق، الواقع في منطقة الأشرفية بالعاصمة اللبنانية، يعود إلى عام 1912، مشيراً إلى أن المتحف وصية نيقولا إبراهيم سرسق التي كتبها عام 1952، حيث قرر أن يكون قصره وقفاً للشعب اللبناني، ويُعد المتحف أول مؤسسة تُعنى بالفن التشكيلي والمعاصر في لبنان، إذ افتتح للمرة الأولى كمتحف في عام 1961، ثم جرى توسيعه في عام 1969، وأعيد افتتاحه مرة أخرى في عام 1975، ويتضمن المتحف خمس قاعات للمعارض، وسينما، وقاعة للمحاضرات.
وتطرق اللقاء إلى أهمية جمع المقتنيات والحفظ والأرشفة والتوثيق باعتبارها من الركائز الأساسية في متاحف السيرة الذاتية.
واتفقت المتحدثات على أهمية تفعيل متاحف السيرة الذاتية من خلال برامج ذات هدف اجتماعي، تعمل على جذب فئات متنوعة من المجتمع، وذلك لضمان بقاء هذه المتاحف حية، ولتقديم تجربة زائر ممتعة.
يأتي اللقاء جزءاً من سلسلة اللقاءات الشهرية التي تنظمها الهيئة بهدف تعزيز الفهم العام حول التحديات والفرص المتاحة في قطاع المتاحف، والتواصل مع الجمهور والمهتمين بهذا القطاع، وتوجيه رؤية الهيئة وقياداتها في تطوير إستراتيجيات ومشاريع مستقبلية تعزز من مكانة المتاحف والمراكز الثقافية والفنية في المملكة العربية السعودية.