أكد عبدالعزيز بن عبدالله الدعيلج، رئيس الهيئة العامة للطيران المدني رئيس المجلس التنفيذي للمنظمة العربية للطيران المدني، أن قطاع الطيران المدني في المملكة العربية السعودية يشهد تحولاً غير مسبوق في سرعته وحجمه، وذلك ضمن جهود القطاع تحت مظلة الاستراتيجية الوطنية للطيران؛ لتحقيق مستهدفات رؤية السعودية 2030م في خلق اقتصاد مزدهر ومتنوع.
جاء ذلك خلال مشاركة السعودية ممثلة بالهيئة العامة للطيران المدني بوفد برئاسة الدعيلج في المنتدى الأول لمنظمة الطيران المدني الدولي (ICAO) حول التنقل الجوي المتقدم (AAM)، الذي يقام في مدينة مونتريال بكندا خلال الفترة من 9 إلى 12 سبتمبر 2024، بحضور رئيس منظمة الطيران المدني الدولي السيد/ سالفاتوري شاكيتانو، وبمشاركة دول الأعضاء في منظمة “الإيكاو”، وقادة قطاع الطيران في العالم.
وأفاد “الدعيلج” بأن مشاركة السعودية ممثلة برئيس الهيئة العامة للطيران المدني في الكلمة الافتتاحية في المنتدى تأتي نظير دورها الريادي في الطيران المتقدم بشكل خاص، والطيران المدني الدولي بشكل عام. مشيرًا إلى أن الهيئة قد أطلقت خارطة طريق التنقل الجوي المتقدم في وقت سابق من العام الجاري، التي شملت رؤية استراتيجية تتوافق مع الاستراتيجية الوطنية للطيران.
وأكد أن هذه الخارطة كانت إعلانًا للتغيير الشامل الذي يرتكز على سبعة محاور رئيسية، هي: اعتماد الحلول التقنية، وتطوير البنية التحتية، وتحقيق الحوكمة الشاملة، وبناء الثقة، وجذب الاستثمارات، ووضع اللوائح والأنظمة، وتمكين رأس المال البشري.
وأبان أن الهيئة أقامت النسخة الثالثة لمؤتمر مستقبل الطيران 2024م برعاية كريمة من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز خلال الفترة من 20 لـ22 مايو 2024، وشهدت هذه النسخة نجاحات استثنائية، من ضمنها مشاركة (٧) طائرات نقل جوي متقدم في المعرض المصاحب للمؤتمر. وتعد الأكبر من حيث عدد مشاركات الطائرات من هذا النوع في العالم.
وأشار إلى أن تجربة التاكسي الجوي التي أجرتها الهيئة خلال موسم الحج في يونيو الماضي يأتي كمثال على الدور الذي يمكن أن يلعبه التنقل الجوي المتقدم في مختلف مناحي الحياة. مشددًا على ضرورة توسيع نطاق هذه التكنولوجيا؛ لتمكين ومساعدة ملايين الحجاج الذين يأتون لزيارة الأماكن المقدسة كل عام.
وكشف عن خطط مستقبلية لإنشاء مركز للقدرات بحلول عام 2028، يهتم بتدريب المواهب المحلية، وجذب أبرز العقول والكفاءات من جميع أنحاء العالم. لافتًا إلى أن المسافرين حينها لن يضطروا للتوجه إلى المطار بسياراتهم أو عبر محطة القطار، بل سيقومون باستدعاء التاكسي الطائر عبر هواتفهم الذكية، تمامًا كما نفعل الآن مع خدمات طلب السيارات.
وبيَّن “الدعيلج” أن التنقل الجوي المتقدم يمتلك إمكانات هائلة وذات تأثير عالٍ على مختلف جوانب الحياة اليومية، مثل النقل والسياحة والرعاية الصحية والزراعة.. ففي عام 2023 كانت قيمة السوق العالمية للتنقل الجوي المتقدم نحو 9.7 مليار دولار، وسوف تنمو بحلول عام 2032 لتصل إلى ما يقارب 50 مليار دولار، وهي قفزة كبيرة، تُظهر كمَّ الفرص التي تنتظر هذه السوق. مشيرًا إلى أن هناك أكثر من 200 مدينة ومنطقة في 57 دولة حول العالم، تعمل على خططها الخاصة لتمكين التنقل الجوي المتقدم في الوقت الحالي.
وفي ختام كلمته دعا رئيس الهيئة العامة للطيران المدني سلطات الطيران المدني في جميع أنحاء العالم إلى تبادُل المعرفة، ومواجهة التحديات، وبناء شراكات، من شأنها توفير إنجاح تقنيات التنقل الجوي المتقدم على مستوى العالم.
وضمن جدول أعمال المنتدى منحت منظمة الطيران المدني الدولي “الإيكاو” جائزة مسابقة الأوراق الأكاديمية العالمية للتنقل الجوي المتقدم لطلاب جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية (كاوست)، في تأكيد لإمكانيات السعودية بمجال التنقل الجوي المتقدم، ونجاح خطتها لدمجه وتمكينه، بما يتماشى مع أهداف السعودية الطموحة للوصول إلى صفر انبعاثات كربونية بحلول عام 2060، ويعزز التزام السعودية بالأبحاث المتقدمة، ويكمل استثماراتها في الطائرات الكهربائية ذات الإقلاع والهبوط العمودي (VTOL).
وجاء منح الجائزة بعد تقديم طلاب جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية (كاوست) ورقة عمل بحثية، تتناول مدى كفاءة الشبكات غير الأرضية في توفير التغطية الاتصالاتية لمركبات النقل الجوي المتقدم، ومقارنتها مع كفاءة أبراج الهواتف المحمولة التقليدية.
واستعرضت الورقة نموذجًا مبتكرًا لمحاكاة خط البصر بين الطائرات المتقدمة والمركبات الذكية على الطرق في المدن المزدحمة، حيث تُدمج التضاريس الحضرية وديناميات المركبات للحصول على توقعات أكثر دقة، من خلال محاكاة واسعة ونماذج مدن واقعية.
وتعكس هذه الخطوات التزام السعودية بدمج التقنيات المتقدمة في شبكة النقل الخاصة بها كجزء من رؤية 2030، الهادفة إلى مضاعفة عدد الركاب السنوي ليصل إلى أكثر من 300 مليون بحلول نهاية العقد، مع اعتبار السياحة ركيزة أساسية لاستراتيجيتها في تنويع الاقتصاد بعيدًا عن النفط، من خلال التقدم في نماذج النقل الجوي المتقدم، والتنقل الجوي الحضري، ودورها الريادي في الطيران المتقدم بشكل خاص، والطيران المدني الدولي بشكل عام.
وضمن جدول أعمال المشاركة عقد رئيس الهيئة العامة للطيران المدني لقاءات ثنائية مع عدد من قادة منظمات وسلطات الطيران؛ إذ التقى -كل على حدة- رئيس منظمة الطيران المدني الدولي السيد/ سالفاتوري شاكيتانو، ورئيس جامعة إمبري-ريدل للطيران السيد باري باتلر، وجرت مناقشة سبل تعزيز التعاون الدولي بقطاع الطيران المدني.
يُذكر أن منتدى منظمة الطيران المدني الدولي (الإيكاو) حول التنقل الجوي المتقدم تقام للمرة الأولى في مونتريال بكندا من 9 إلى 12 سبتمبر؛ بهدف الجمع بين رواد مجال الطيران المدني العالمي والأوساط الأكاديمية والحكومية والمنظمات الدولية في مجال التنقل الجوي المتقدم، إضافة إلى أنظمة الطائرات بدون طيار (UAS)؛ لتوفير منصة لتبادُل المناقشات والخبرات، وبحث أفضل الممارسات والدروس المستفادة، والتحديات ذات الصلة.