مشروع سكن الإبن عند أهله بعد زواجه . الأكاديمية العائلية ..!
لقد تبنت أغلب الأجيال الحديثة فكرة خروج الإبن بعد زواجه بسكن خاص ومستقل عن أهله هو وأسرته ، بموافقة الأهل من الطرفين على هذا القرار بدعوى أخذ الحرية التامة ، والبعد عن مشكلات وتدخلات الأهل وإستقرارهما.
ولأن الأفكار الحديثة الأتية من الغرب أخبرت حديثي الزواج أن الإستقلالية بالسكن بعيدآ عن الأهل سبب من أسباب السعادة والإستقرار والأمان الأسري ، وأن عدم مشاركة الأهل ك( الأجداد والعمات ) أفضل لتربية أبناء المستقبل واستقلاليتهم مع والديهم وإنها ستثمر أبناء أصحاء تربويا وثقافيا .
رغم أن مشاركة الأهل للزوجين في التربية يصبح لدينا تنوع جميل ومطلوب في تربية الأبناء لإختلاف أعمارهم وتنوع خبراتهم التربوية وبلوغهم للحكمة المنشودة في التربية الصحيحة السليمة المنشودة .
ورغم هذا التنوع نجد بعض الأزواج يهربون منه ، لانهم يرون ذلك الامرهومجرد تدخل في شؤنهم وليس مشاركة وجدانية وتربوية.
فعندما ننظرللعائلة بمختلف طبقاتها العمرية من أجداد أو أعمام أوعمات أو حتى الخالات نجدهم مصدرمعلومات مهم ومفيد في تربية الأحفاد حيث الشمولية في التربية وغرس المبادئ السليمة لحل المشكلات وطرح الأفكار المستنيرة ، وموفر طاقة وجهد للزوجين لأفضل النتائج المرجوة من الأبناء وتميزهم .
أيضا بيت الجدة والجد ( أو مانسمية ببيت الأسرة المركبة ) والذي يضم الجد والجدة والعمات والأعمام هو أكبر وأعظم اكاديمية للعلوم والثفافة وغرس المبادئ القوية دينيا وإجتماعيا وفكريا.
فعندما يتربى الأبناء بين ألخلق الديني و العادات والتقاليد من أجدادهم وبين تنوع المعلومات وتدرجها من العمات والأعمام إضافة لتربية الزوجين وثقافتهما في التربية الحديثة ، نكون بذالك أنشأنا جيل متكامل المعرفة والعلوم والاداب والقيم بمختلف المجالات ، وجمعنا بين فوائد وثمار الجيل القديم والجديد وزرعناها في بستان واحد . إضافة الى التعليم في المدارس والجامعات , ومختلف مجال التعليم خارج الاسرة .
.
فمن سلبية تفرد الزوجان بتربية ابنائمها بعيدا عن الأهل تكون المسؤولية كبيرة وثقيلة عليهما ، ويواجيهان مشقة وجهدا كبيرا ليسيطران على ابنائهما .
ومن ذلك انتشر الطلاق وتفككت الأسر ونشأ جيل ضعيف يفتقر للتربية السليمة والصحة النفسية ، ويفقد الكيان الأسري والدفئ الآمن لهم .
وهنا نسلط الضوء على دور الأهل بأن لهم الأفضلية والأحقية في إحتضانهم للأحفاد بدل المربيات الأجنبيات أو دور الحضانة ، فنجد في الأهل من نثق بهم لإحتضان الأبناء دونا عن غيرهم ،خاصتا في حال عمل الزوجة كموظفة خارج المنزل .
وفي المقابل أريد أن استنكر أمرا مهما في هذا الصدد وهو مانجده من سوء تصرفات وتدخلات مزعجة من بعض الأهالي في خصوصيات الزوجين بداعي مساعدتهما في تربية الأبناء ( الأحفاد) وخلق المشاكل أو التسلط على الزوجات ، والذي مما يسبب نفور الأزواج من السكنى بالقرب من الاهل والنفور منهم .
وهنا نقول ( لايؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه مايحب لنفسه ) حديث شريف
وعليه ومن وجهة نظري المتواضعة ومع معطيات أزواج أغلب جيلنا اليوم محدودو المعرفة وقليلون الخبرة بأمور الحياة وبأمور التربية الصحيحة .
أجد أنه من الأفضل للزوجين أن يسكنا بجوار الأهل أو معهم في نفس السكن إن أمكن .
لمساعدتهما في تحمل المسؤولية العظيمة وتربية أبنائهما ، وخصوصا بعد توجه أغلب الزوجات اليوم للعمل خارج المنزل .
ولنعيد نظرية الأسرة المركبة للجمع بين عراقة الماضي ورقي الحاضر .