يعيش العالم اليوم تقدم وتطور لا مثيل له عبر العصور نتيجةً لثمرات التطور التكنولوجي الذي شاهد العالم أثره على العديد من المجالات الصناعية والاقتصادية والاجتماعية، وغيرها من المجالات، فقد أدى التطور التكنولوجي إل ثورة رقمية غيرت من القاعدة الفلسفية للعمل الإعلامي.
حيث أنه قبل الثورة الرقمية التي أحدثها التطور التكنولوجي كانت وسائل الإعلام تتميز بتفرد كل وسيلة على حدى، فالصحف تتميز بالتعبير وعمق التفسير مع معالجة القضايا المجتمعية، ويتميز التلفزيون بالمشاهد الحية والبرامج الإخبارية والحوارية، التي تناقش قضايا المجتمع، بينما تتميز الإذاعة بالتسجيلات الصوتية التي تخلق صورة ذهنية في مخيلة المستمع عن الحدث أو الموضوع الذي يطرحه بما يناسب خصائصه، ونلاحظ تميز في جماهير هذه الوسائل، فكان لحراس البوابة الإعلامية دور كبير فيما يطلع عليه الجمهور وتترتب عليه أولويته.
ولكن بعد الثورة الرقمية التي شهدتها وسائل الإعلام بسبب التطور التكنولوجي أصبحت كل وسيلة تهتم بما يريده الجمهور بشكل أكبر من السابق، حيث أن وسائل الإعلام تشابهت في منصات التواصل الاجتماعي، وظهر منافس جديد للوسائل الإعلامية وهم مشاهير منصات التواصل الاجتماعي، وقد استطاعوا من الحصول على قاعدة جماهيره كبيره تقارن بوسائل الاعلام، مما أدى إلى تطورهم وانتشارهم وزيادة التنافسية على منصات التواصل الاجتماعي، وبسبب التنافسية وكثرة الحسابات والوسائل التي تنشر المواد الإخبارية، ظهر مفهوم التخمة المعلوماتية، أو التخمة الإعلامية، فأصبح الجمهور لا يهتم للأخبار والمعلومات بشكل كبير بل يبحث عن الترفيه والتسلية في منصات التواصل الاجتماعي.
وأدى التطور التكنولوجي للاتصال إلى إلغاء الحدود الجغرافية في وسائل الإعلام فأصبح العالم كالقرية الواحدة مثل ما تنص عليه نظرية مارشال ماكلوهان، فبالتالي سهلت إمكانية الحصول على المعلومات، وتجمعيها، وتخزينها، وبثها بشكل فوري دون قيود الوقت والمساحة، فقد نرى إعلامي في دولة عربية ينقل تغطيات وأخبار دولة أجنبية بشكل لحظي وفوري من دولته، دون الحاجة للذهاب لمكان الحدث، فمن خلال منصات التواصل الاجتماعي، والوسائل الإعلامية تستطيع من جمع المعلومات التي تحتاجها عن جميع الاحداث فأي مكان.
ويعد التطور التكنلوجي للوسائل الاتصالية من أهم الأسباب في زيادة التنافسية في البيئة الاتصالية لأن الإعلام الرقمي يتميز بالتجديد والتطوير ومع كل إضافة جديدة يظهر منافس جديد في البيئة الإعلامية يجذب جزء من الجماهير وتتكون لديهم رغبات واحتياجات أخرى قد لا توفرها الجهة الاتصالية التي كانت تلبي أحتياجاتهم ورغباتهم بالأمس.
لذلك يجب أن تحرص الجهة الإعلامية التي لا تريد خسارة جمهورها بأن تواكب التغيرات والتطورات الي تطرأ على المنصات الإتصاليةوتحاول أن تستثمر في الكوادر البشرية التي لديها حتى تتمكن من واجهات التحديات والمنافسين وتبني علاقة دائمه مع الجمهور بناءً على طريقته المفضلة في تلقي المحتوى وعرض المعلومات.