شنّت روسيا هجومًا عنيفًا وغير مسبوق على أوكرانيا، استهدف نظام الطاقة الحيوي للبلاد ومدنها الشرقية بصواريخ كروز والباليستية، بالإضافة إلى الطائرات المسيرة، وجاء الهجوم، الذي وصفه الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بـ “الوحشي وغير الإنساني”، في سياق الحرب المستعرة منذ عام 2022، حيث تسعى روسيا لفرض سيطرتها وإضعاف أوكرانيا.
واستهدفت روسيا في هجومها الأخير البنية التحتية الحيوية لأوكرانيا، حيث شنّت أكثر من 200 ضربة صاروخية وطائرة مسيرة على شبكة الطاقة الأوكرانية، وقد تسبب هذا الهجوم في أضرار جسيمة وانقطاعات واسعة النطاق للتيار الكهربائي، مما أثر على حياة الملايين من المواطنين الأوكرانيين في ظل ظروف الشتاء القاسية، وفقًا لصحيفة “الجارديان” البريطانية.
تداعيات كارثية
وأدّى الهجوم الروسي إلى عواقب وخيمة، حيث تضررت عدة مناطق بشدة، بما في ذلك مدينة خاركيف، التي تعرضت لسلسلة من الانفجارات والهجمات الصاروخية، وأفادت التقارير بمقتل شخص وإصابة 17 آخرين في مناطق مختلفة، مما زاد من معاناة الشعب الأوكراني الذي يعاني بالفعل من ويلات الحرب.
وتسعى روسيا من خلال هذه الهجمات الممنهجة إلى تدمير البنية التحتية لأوكرانيا، خاصةً في مجال الطاقة، حيث تعتبرها هدفًا استراتيجيًا حيويًا، فاستهداف شبكة الطاقة يهدف إلى شلّ قدرات أوكرانيا على الصمود، وإجبارها على الاستسلام، وإحداث فوضى ودمار في حياة المواطنين.
وردّ الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي على الهجوم بكل حزم وقوة، حيث اتهم روسيا باختيار عيد الميلاد عمدًا لشنّ هجومها، في محاولة لزيادة معاناة الشعب الأوكراني، وقد أكد زيلينسكي على صمود أوكرانيا في وجه هذه الهجمات، مشددًا على أن بلاده لن تستسلم ولن تتراجع عن مبادئها.
تصعيد خطير
ويسلط الهجوم الروسي الضوء على التوتر الدولي المتزايد، حيث تتصاعد حدة الخطاب بين روسيا والولايات المتحدة وحلفائها، فقد سمحت واشنطن لأوكرانيا باستخدام صواريخ طويلة المدى ضد الأهداف العسكرية الروسية، مما أدى إلى تبادل التهديدات والتحذيرات بين الطرفين.
ومع تصاعد التوتر الدولي، تزداد المخاوف من دخول العالم في حرب باردة جديدة، حيث تتصاعد وتيرة سباق التسلح بين القوى العظمى. فهذا الهجوم الروسي على أوكرانيا يأتي في سياق التنافس الجيوسياسي، حيث تسعى روسيا لاستعادة مكانتها كقوة عظمى، بينما تحاول الولايات المتحدة وحلفاؤها الحفاظ على هيمنتهم.
وفي ظل هذا التصعيد الخطير، يبقى مستقبل أوكرانيا غامضًا؛ فمن ناحية، تسعى أوكرانيا للحصول على الدعم الدولي وتعزيز قدراتها الدفاعية، بينما من ناحية أخرى، تواجه ضغوطًا دولية لإيجاد حل سلمي للصراع، فهل ستنجح جهود السلام أم إن الحرب ستستمر وتتسبب في مزيد من الدمار والمعاناة؟