توصل باحثون من جامعة موناش في ملبورن إلى اكتشاف علمي جديد إلى أن فقدان الوزن السريع وارتفاع مستويات الكوليسترول النافع قد يكونان من العلامات المبكرة التي تسبق ظهور الأعراض المعروفة للخرف بسنوات طويلة.
اعتمد البحث على دراسة صحة القلب والتمثيل الغذائي لأكثر من 5,300 شخص، بينهم 1,078 مصابًا بالخرف، وكشف أن المرضى الذين أصيبوا بالخرف لاحقًا عانوا من فقدان وزن متسارع قبل سنوات من التشخيص، كما لوحظ أن لديهم مستويات مرتفعة من الكوليسترول النافع (HDL) قبل حوالي خمس سنوات من تأكيد إصابتهم بالخرف، مقارنة بأقرانهم الذين لم يصابوا بالمرض.
يؤكد الباحثون أن هذه النتائج توفر نظرة جديدة على التغيرات التي تطرأ على الجسم قبل ظهور الأعراض الإدراكية المعروفة، مما يفتح الباب أمام إمكانيات جديدة للكشف المبكر عن الخرف والتدخل الوقائي قبل تفاقم الحالة.
وعطفًا على ما سبق، فإنه في حين أن فقدان الوزن غير المبرر غالبًا ما يرتبط بحالات صحية متعددة، فإن ربطه بالخرف يعكس أهمية مراقبة التغيرات الجسدية بعناية، حتى لو لم تكن مرتبطة بشكل مباشر بالذاكرة أو القدرات الإدراكية، كما أن ارتفاع مستويات الكوليسترول النافع، الذي يُعتقد عادةً أنه مؤشر صحي إيجابي، قد يكون له ارتباطات غير متوقعة مع الخرف تستدعي مزيدًا من البحث.
ويرى العلماء أن هذه النتائج قد تمهد الطريق لفهم أعمق للآليات البيولوجية للخرف، وربما تطوير استراتيجيات جديدة للكشف المبكر، مما يمنح المريض فرصة للاستفادة من العلاجات الوقائية وإبطاء تقدم المرض قبل أن تظهر أعراضه بشكل واضح.