بمناسبة زيارتي لجمهورية قرغيزستان في آسيا الوسطى التي أشعر أنها امتازت عن غيرها وتجاوزت مراحل الرضا، وسجلت ذكرى جميلة لن تنسَى، وكان لها أثرٌ بالغ، وانطباع لا يوصف، وخصوصا أنني بصحبة ثلة من رؤساء بعض الجامعات السعودية والأكاديميين،
يقول الله تعالى «ومن آياته خلق السماوات والأرض واختلاف ألسنتكم وألوانكم إن في ذلك لآيات للعالمين». خَلقنا الله بجميع تفاصيلنا مختلفين، ولو شاء سبحانه لخلقنا كُلنا بشكل ولون وتفكير واحد، لكنها عظمة الخالق أن يجعلنا مختلفين، لأن في الاختلاف تنوع في كل شيء، التعايش والتنافس والابتكار والابداع، كل إنسان في هذه الحياة له صفات الفريدة الخاصة به وعلامات فارقة تُميزه عن الآخرين، والإنسان الحكيم هو الذي وصل إلى مرحلة القدرة والتمييز على الاستثمار بهذه الميزات والفوارق التي وهبه الله إياها، ليتبادل المعرفة والخِبرة وينجح ويتعايش مع اختلافات الآخرين في كل شيء،
التنوع الثقافي أو التباين الثقافي بين الأفراد والمجتمعات ما هو سوى مزيج بين العادات والتقاليد والقيم والمعتقدات واللغات واللهجات، فهو نتيجة طبيعية لتفاعل العوامل الاجتماعية والتاريخية والجغرافية، ولحركة الهجرة والتنقل بين البلدان والمدن والثقافات المختلفة إسهاماً واسعاً في زيادته بين الناس
من وجهة نظري، التنوع الثقافي بشكل عام يُعتبر ظاهرة طبيعية ومهمة للتطور الاجتماعي والثقافي، ويمكن أن يُساهم في تحقيق التعايش والتنمية المجتمعية. وهو كذلك مهم للمجتمعات البشرية بالتعبير عن هوياتهم ومشاركة تجاربهم والتواصل فيما بينهم ويعزز التنوع الثقافي التفكير النقدي والابداع وتوليد أفكار جديدة وحل بعض المشكلات، وإضافة الي ذلك يعزز التماسك الاجتماعي والتعايش السلمي لأنه يشجع الأفراد على احترام وتقدير الاختلافات بين الثقافات والشعوب.
ويشجع الناس على الانخراط في حوار بين الثقافات ومعرفة المزيد عن الثقافات الأخرى، ويساعد على تحطيم الصور النمطية القديمة السابقة.
ومن جهة أخرى، نقول أن التجانس الثقافي هو عملية اندماج وتأثير متبادل بين الثقافات المختلفة، حيث يتم تبادل العادات والتقاليد والقيم والمعتقدات، مما يؤدي إلى تقارب المجتمعات ثقافيًا والفائدة من التجانس الثقافي هو تعزيز التفاهم والتعايش بين الشعوب وتوفير فرص تعليمية وأما الفرق بين التجانس الثقافي والتنوع الثقافي؟ بأن التجانس الثقافي يعني تقارب الثقافات وتشابهها، بينما التنوع الثقافي يشير إلى وجود اختلافات بين الثقافات في نفس المجتمع أو العالم.
أختم القول بأن التنوع والتجانس الثقافي هو حجر الزاوية في المجتمع البشري، يثري حياتنا بوجهات نظر وعادات ومعتقدات فريدة. كما أنه عنصر أساسي للتنمية المستدامة، ويساهم في التماسك الاجتماعي، والنمو الاقتصادي، والاستدامة البيئية ولاسيما بأن هنا إيجابيات وسلبيات لكل واحد منهما.
المشاهدات : 132
التعليقات: 0