يُعدُّ يوم التأسيس للمملكة العربية السعودية صفحة مشرقة في سجل التاريخ، حيث لم يكن تأسيس هذه الدولة المباركة في عام 1727م مجرد حدث سياسي، بل كان انطلاقة لصرح شامخ بُني على دعائم التوحيد والأمن الفكري والعقدي.
فمنذ اللحظة الأولى، قامت الدولة على نصرة الإسلام ونشر الدعوة السلفية الصافية، مرتكزة على العلم الصحيح والعقيدة الراسخة.
وقد سار ملوك المملكة، منذ عهد المؤسس الإمام محمد بن سعود، ثم الملك عبدالعزيز -رحمه الله- وأبناؤه من بعده، على نهج ثابت يعزز الأمن بمفهومه الشامل: أمنٌ في العقيدة، واعتدالٌ في الفكر، واستقرارٌ في المجتمع ،لقد جعلوا من حماية الهوية الإسلامية وتحصين العقول من الأفكار المنحرفة أولوية ؛ إدراكاً منهم بأن الأمن الفكري هو الحصن الأول لاستمرار قوة الدولة ووحدتها.
وكما قال الشيخ ابن باز -رحمه الله-: “آل سعود يخلف بعضهم بعضاً في إقامة الإمامة والدعوة إلى الله عز وجل” ، فإن هذه المسيرة المباركة مستمرة، ليظل يوم التأسيس شاهداً على عمق الجذور وصلابة البناء.
د. عبد الهادي بن عوض العمري
قسم الوعي الفكري بالإدارة العامة للتعليم بمنطقة المدينة المنورة.
