نجح مستشفى الدكتور سليمان الحبيب بالفيحاء في جدة، بإجراء عملية دقيقة لإنهاء معاناة مراجع في العقد الثاني من العمر، وصل المستشفى يشكو من الآم حادة وإنتفاخ شديد وعدم القدرة على ثني أو فرد الذراع، مع صعوبة أداء المهام اليومية نتيجة الألم الآخذ في التفاقم. ذكر ذلك الدكتور أنس نوح استشاري جراحة العظام والمفاصل الحاصل على الزمالة الكندية في جراحة أورام العظام والأنسجة رئيس الفريق الطبي المعالج.
والذي أضاف عند وصول المراجع للعيادة، تم الإستماع إلى شكواه والإطلاع على التاريخ المرضي، وعمل الفحص السريري، وتبين أن أعراض الألم والتورم بدأت منذ عدة أشهر مع زيادة حدته بصورة شبه يومية، حتى وصل الحال إلى عدم القدرة على ممارسة نشاطه اليومي، مفيداً بأن المراجع زار عدة مستشفيات في محاولة منه للعلاج، ولكن دون جدوى.
وقال الدكتور أنس نوح بأنه تم إخضاع المراجع لعدداً من الفحوصات الدقيقة بالرنين المغناطيسي (M.R.I) والتحاليل المخبرية وكذلك أخذ خزعه من المكان المتورم لدراستها مخبرياً، وقد أوضحت النتائج أن سبب الأعراض التي عانى منها المراجع هي وجود ورم كبير من النوع الدموي النازف جراحياً بطول 12 سم، ضاغط على الشرايين الرئيسية المغذية للذراع، وهو الأمر الذي تسبب بحدوث نقص في التروية الدموية، وشعوره بهذا الكم الكبير من الألم. مشيراً إلى أنه تم تكوين فريق من الدكتور فادي التونسي استشاري الأشعة التداخلية وأطباء التخدير والعناية المركزة (I.C.U)، وعقب دراستهم لكافة معطيات ونتائج الفحوصات، تم وضع خطة علاجية تقتضي سرعة التدخل الجراحي للحد من معاناته، مع عمل إجراء لتجميد الأوعية الدموية المغذية للورم قبل موعد العملية بيومين، وذلك لضمان سلامة العملية والحيلولة دون حدوث أية مضاعفات مثل النزيف الحاد نظراً لنوعية الورم.
مفيداً بأن العملية استغرقت ساعتين تحت التخدير العام، وتم فيها عمل فتح جراحي صغير، تبع ذلك تحرير الورم من التصاقاته بحرص شديد، ومن ثم استئصاله بالكامل، نقل بعدها المراجع لجناح التنويم.
وأوضح الدكتور أنس أن جهود الفريق الطبي تكللت بالنجاح ولله الحمد، وخرج المراجع إلى منزله خلال 48 ساعة وهو بصحة جيدة، وقد استطاع تحريك ذراعه دون الشعور بالألم .