أوضح المهندس ماجد ابوزاهرة أن علماء الفلك في جامعة فيلانوفا الأمريكية كشفوا هذا الأسبوع أن منكب الجوزاء مستمر في الخفوت حيث وصل الآن لمعان هذا النجم العملاق الأحمر إلى أدنى مستوى له منذ 25 عامًا، مما أثار تكهنات بأن النجم على وشك الانهيار والانفجار.
ولكن هناك تفسيرات أخرى هي على الأقل الأرجح، حيث يعتقد بأن منكب الجوزاء قذف الغبار من طبقاته الخارجية الباردة، مما شكل ضباب حوله ما تسبب في خفوت ضوء هذا النجم.
وبشكل عام فإن منكب الجوزاء في يوم من الأيام سوف يستنفد وقوده النووي، وينهار تحت وزنه ثم ينفجر في صورة مستعر أعظم (سوبر نوفا) فهو نجم ضخم عملاق يقترب من نهاية عمره ولكن لا أحد يعلم متى سيكون ذلك، وبحسب احدى التقديرات فهو يبعد عنا 430 سنة ضوئية.
وهنا يجب ملاحظة ان تحديد المسافات وخاصة للنجوم الحمراء العملاقة يمثل تحدي في علم الفلك لذلك تختلف التقديرات، وغالبا ما تنقح، لذلك يعتقد بعده يمكن ان يصل إلى 650 سنة ضوئية، ومع ذلك فهو بالفعل واحد من ألمع النجوم في سماء الأرض.
وعندما نقول بأنه سينفجر في يوما ما فذلك بحسب (المعايير الفلكية) وعندما يحدث هذا، فان نجم منكب الجوزاء سيسطع بشكل كبير لبضعة أسابيع أو أشهر، وربما مثل القمر البدر ومرئي في وضح النهار.
ولكن لا احد يعرف متى سيحدث ذلك !! ربما ليس في حياتنا او ربما يكون غدا او بعد مليون سنه في المستقبل.
منذ العام 2012 انطلقت شائعات بانه عند انفجار منكب الجوزاء ستكون هناك شمس ثانية في سماء الأرض وهذا غير صحيح، فهذا النجم لن يكون براقا كفاية عند انفجاره ليكون مثل الشمس.
وبدلا من ذلك فإن أي شخص على قيد الحياة على الأرض عندما يصل ضوء الانفجار لسماء الارض سيرصد مشهدا جميلا مثير للدهشة في سماء الليل عبارة عن نجم في غاية السطوع جدا.
ويمكن مشاهد الفـيديو الافتراضي لانفجار لمنكب الجوزاء (اضغط هنا).
إضافة أن انفجار منكب الجوزاء في صورة مستعر اعظم (سوبرنوفا) لن يؤثر ابدا علينا فكوكبنا بعيد جدا عن ذلك الانفجار المرعب، فبحسب علماء الفيزياء الفلكية يجب أن يكون انفجار السوبرنوفا على مسافة ضمن 50 سنه ضوئية ليكون له تأثير على كوكبنا، ولكن منكب الجوزاء يبعد تقريبا 10 مرات هذه المسافة.
لذلك فسكان الكرة الأرضية في مأمن من منكب الجوزاء، وفي حال انفجاره ستكون فرصة مثالية لعلماء الفلك لدراسة ذلك المستعر الأعظم(السوبرنوفا) القريب نسبيا بواسطة احدث التقنيات.
وعند مقارنه نجم منكب الجوزاء بالشمس، فهو 10.000 مرة المع من الشمس في الضوء المرئي، وقد يكون من المستغرب أن نعرف أن درجة حرارة سطح منكب الجوزاء حوالي 3,315 درجة مئوية على النقيض من الشمس 5,538 درجة مئوية.
ومن حيث الكتلة يعتقد أن منكب الجوزاء حوالي 15 ضعف كتلة الشمس، وقطره 600 مره قطر الشمس ، وبالنسبة للأشعة تحت الحمراء والإشعاعات الأخرى التي تخرج منه تعادل 50,000 مرة على الأقل.
نجم منكب الجوزاء يرصد بسهوله بالعين المجردة بسماء الوطن العربي في هذا الوقت من السنه، حيث يشرق مع غروب الشمس ويغرب مع شروقها ويكون في افضل وضع للرصد في شهري يناير وفبراير .
وبحلول بداية شهر مارس فإن هذا النجم سيقع جنوبا بداية اليل وبحلول منتصف مايو، يمكن رؤيته لفترة وجيزة في الأفق الغربي بعد غروب الشمس، وسيقع النجم خلف الشمس من منظورنا في أوائل الصيف، لكنه يعود إلى الافق الشرقي قبل الفجر بحلول منتصف يوليو.
عموما وبغض النظر عن طبيعة ما يحدث الآن فيجب مراقبة السلوك غير العادي لمنكب الجوزاء عن كثب (اضغط هنا)