قتلْنا زمانَنا سباً وشتماً؛ فوصفناه بزمن الأمراض الجسدية المستعصية، والنفسية المتوغلة.
ومع هذا نردد دائما:
نعيب زماننا والعيب فينا *** ومالزماننا عيب سوانا
وبعدها بقليل نقول: كثرت الأمراض التي لم يعرفها أجدادنا.
ضغط
وسكر
وأمراض نفسية
وسرطانات متنوعة
ضعف النظر
والأمراض الوراثية
وغير ذلك
والحقيقة أنني أدركت بعد قراءتي كتاب
طبيب عبر الزمن للدكتور منصور الجابري
أننا كنا نهذي هذيانا مكررا ممجوجا
فالزمان هو الزمان إذ لاجديد فكل هذه الأمراض عرفت عبر التاريخ، إلا أننا تغلبنا على أكثرها.
فهارون الرشيد يموت بداء السكر
والمتنبي يئن ساعة ويتطاول أخرى على أمراضه النفسية المتعالقة
والمعري تستحوذ عليه أمراض نفسية تشكل نظرته للكون والحياة
وأبناؤه يموتون بمرض الهيموفيليا الوراثي
وعامر بن الطفيل فاتك العرب المشهور، يفتك به سرطان من أخطر السرطانات يسمى بيركت ليمفوما
حتى يطلق مقولته الشهيرة:
غدة كغدة البعير وموت في بيت سلولية!
وأبو لهب يموت بداء العدسة وماهو إلا سرطان الجلد الليمفاوي
وربيع السعدي الملقب بالمخبل تتعثر خطاه ويتكدر مزاجه بسبب داء بصري سبب له ازدواجية النظر حتى قال:
إذا قال صحبي ياربيع ألا ترى؟!
أرى الشخص كالاثنين وهو قريب
وكل هذه تشخيصات طبية عبر الزمن من القرن الأول الهجري إلى القرن الرابع،والتاريخ مليء بآفاته وأدوائه.