ضمن فعاليات جناح المملكة في معرض الرباط الدولي للكتاب 2025 أُقيمت ندوة بعنوان “الحِرَف اليدوية في الثقافة العربية (السعودية والمغرب) أنموذجاً”،أدارها أ/ عبدالعزيز طياش
وقدّمتها الأديبة والمهتمّة بالتراث أ/ منى البدراني، تعرف خلالها الجمهور على انعكاس الهوية الثقافية في الحِرَف اليدوية، وما تمثله من امتداد حي للتراث الشعبي العربي أيام معرض الرباط الدولي للكتاب،
سلطت الجلسة الضوء على هوية الحرف اليدوية ودورها العميق في تشكيل الملامح الثقافية للبلدين، حيث أوضحت البدراني كيف تعكس هذه الحرف الهوية الثقافية والتراث الشعبي، مؤكدة أن الحرف اليدوية ليست مجرد نشاط اقتصادي أو جمالي، بل هي مرآة تعكس الذاكرة الجماعية للمجتمعات العربية، وتوثق عبر خاماتها وأشكالها حكايات الأجداد ومهارات الأمهات.
وقدمت البدراني نماذج حيّة من الحرف اليدوية المنتشرة في السعودية والمغرب، مشيرة إلى العلاقات الثقافية الغنية بين البلدين، ولفتت إلى استمرار بعض الحرف رغم موجات التحديث والتطور، مثل صناعة الخوص والنقش على الجلد والفخار والنسيج، مشددة على أن هذه الحرف لم تفقد قيمتها، بل تطورت لتواكب العصر وتلبّي ذائقة الأجيال الجديدة.
كما ناقشت الجلسة أبرز المواد الطبيعية المستخدمة في الحرف، كالجلود والمعادن والأقمشة والصوف، إضافة إلى النقوش التراثية التي تميز كل منطقة وتروي قصصا بصرية لا تقل أهمية عن الكتب والمخطوطات.
وشهدت الجلسة حضورا كثيفا من المهتمين والباحثين، إضافة إلى عدد كبير من الزوار من مختلف الجنسيات، حيث ظهر جليًا حرصهم على تدوين أبرز الأفكار والنقاشات التي طُرحت، مما يعكس وعيا متناميا بأهمية الحفاظ على الحرف التقليدية كجزء من الهوية الوطنية للبلدين.
تأتي هذه الجلسة ضمن سلسلة من الفعاليات الثقافية التي ينظمها جناح المملكة العربية السعودية في المعرض، والتي تهدف إلى إبراز التراث الثقافي السعودي وتعزيز التبادل المعرفي مع الشعوب الشقيقة، في إطار دور المملكة الثقافي في المحافل الدولية.