في هذا العالم… لا يُقتل الإنسان فقط بجريمة تُرتكب عليه، بل قد يُقتل شيئًا فشيئًا بصمت، على يد صاحبه، وهو لا يدري.
ليس جسده، بل روحه… طموحه… مهاراته… أحلامه.
نعم، أنت القاتل حين تتراخى عن تطوير ما تملكه، حين تتغافل عن صقل ما أُودِع فيك، حين تمضي في الحياة كأنك لم تُمنح شيئًا يستحق أن يُنمى.
أنت القاتل حين تقتل مهاراتك بكبريائك… لأنك تخجل أن تتعلّم ممن هو أصغر، أو أقل شهرة، أو من خارج دائرتك.
فتغلق الباب على كل فرصة جديدة، وكل يد ممتدة بالمعرفة، وتظل تردد: “أنا أعرف”، بينما أنت تغرق في جهل لا يُشبهك.
أنت القاتل حين تقتل مهاراتك بجهلك… لا جهل المعلومة، بل جهل الاعتراف بالحاجة إلى التعلم.
فأخطر أنواع الجهل… أن تجهل أنك لا تعلم، وتستمر في أداء باهت، وأداؤك يبرر لك أنه “يكفي”، بينما هو لا يليق.
أنت القاتل حين تقتل مهاراتك ببيئتك… تلك البيئة التي تُحاصرك بأصوات التثبيط: “ليش تتعب؟” – “ما راح يفيدك شيء” – “ما أحد قدّر تعبك” – “كله واسطات”
فتُطأطئ الرأس، وتُطفئ الشغف، وتُقنع نفسك أن البقاء في الظل أريح… لكنك لا تدري أن كل لحظة صمت أمام هذه الأصوات… هي رصاصة في صدر مستقبلك.
أنت القاتل حين تقتل مهاراتك بالتأجيل، بالتردد، بالمقارنة، بالتصنع، بالخوف من نقد، أو بحث عن مدح…
كل هذه ليست أعذارًا… بل أدوات قتلٍ أنيقة، تستخدمها أنت ضدك، ثم تُحمّل الحياة مسؤولية جريمتك.
تأمل:
المهارات لا تموت لأنك لا تملك الوقت، بل تموت لأنك لا تمنحها أولوية.
ولا تنطفئ لأنها ضعيفة، بل لأنك لم تُشعلها يومًا بإيمانك.
كم من مهارة دفنتها فيك وأنت حي؟ كم من قدرة استغاثت بك… فلم تسمعها؟
وكم من حلم، كان ينتظرك خطوة فقط… فخذلته بترددك؟
توقف لحظة… لا تبحث عن قاتلك في الخارج.
قد لا يكون شخصًا… بل قرارًا قديمًا منك… بأنك لا تستحق التطوير.
فمن يرضى بالبقاء، وهو قادر على الطيران… قد لا يكون مكسور الجناح… بل مكسور الإرادة.
خلاصة الوعي:
أنت القاتل… حين تظن أن ما فيك لا يحتاج إلى صقل.
حين لا تعترف أن كل مهارة لا تُروى… تموت.
وحين تستسلم لنسخة منك لا تشبه ما وُلدت لأجله.
فهل ستبقى تُنكر ذلك… أم ستبدأ رحلة إحياء ما قتلته بيدك؟
