في مشهد حضاري يجسد التكامل بين مؤسسات الدولة والقطاع غير الربحي، شاركت جمعية رحمة لرعاية السجناء وأسرهم بالمدينة المنورة في فعاليات الملتقى السنوي الخامس لإمارات المناطق للمبادرات والتجارب التنموية، الذي نُظم برعاية كريمة من صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن سلطان بن عبدالعزيز، أمير منطقة المدينة المنورة، وذلك في مركز الملك سلمان الدولي للمؤتمرات، يومي 21 و22 من شهر محرم 1447هـ، الموافق 16–17 يوليو 2025م.
جاءت هذه المشاركة في سياق الجهود الرامية إلى إبراز الأدوار الحيوية التي تضطلع بها الجمعيات الأهلية في دعم التنمية الوطنية، وتقديم حلول واقعية ومستدامة تتكامل مع مستهدفات رؤية السعودية 2030، لا سيما في جانب تمكين الفئات المهمشة وتعزيز جودة الحياة.
جمعية “رحمة”، التي تأسست بقرار وزاري رقم (29346) في 14 صفر 1441هـ، تعمل على رعاية السجناء وأسرهم في منطقة المدينة المنورة، وتسعى إلى تقديم الدعم المادي والمعنوي، النفسي والثقافي، بهدف تخفيف الآثار السلبية التي قد تترتب على العقوبة، وضمان عدم انعكاسها على الأسرة التي لا ذنب لها.
وتؤمن الجمعية بأن العقوبة وسيلة للإصلاح، لا للإقصاء، وأن دعم السجين وأسرته يُعزز من فرص إعادة الاندماج، ويصنع بيئة مجتمعية أكثر تماسكًا وإنسانية.
وعلى هامش الملتقى، تحدثت أثير، مسؤولة العلاقات العامة في الجمعية، عن طبيعة المبادرات التي تقدمها الجمعية داخل أسوار السجون، مشيرةً إلى النقاط التالية
نُقدم عبر الجمعية حزمة من المبادرات والخدمات داخل السجن، شملت الجانب الطبي والترفيهي والثقافي، بهدف دعم النزلاء نفسيًا، وأسرهم اجتماعيًا. كما حرصنا على تقديم برامج نوعية تُعزز جودة الحياة داخل السجن، وتغرس القيم الإيجابية، وتشجع النزلاء على استثمار وقتهم بشكل منتج.”
وأضافت أن هذه البرامج تأتي ضمن إطار التكامل مع إدارة السجون والجهات ذات العلاقة، لخلق بيئة إصلاحية حقيقية، تتجاوز حدود السجن نحو مستقبل أفضل للسجين وأسرته.
مشاركة جمعية “رحمة” في الملتقى أكدت أهمية أن يكون القطاع غير الربحي شريكًا أصيلًا في العملية التنموية، لا سيما في القضايا الإنسانية ذات البُعد الاجتماعي والنفسي، والتي تتطلب تكاتف الجهود الرسمية والمجتمعية.
وقد لاقت مشاركة الجمعية تفاعلًا واسعًا من الزوار وصنّاع القرار، لما تمثله من نموذج وطني قائم على الرحمة والكرامة والمسؤولية، وهي القيم التي تُشكّل جوهر العمل الخيري الناضج في المملكة.
يوثق هذا الحضور المشرّف لجمعية “رحمة” في الملتقى الخامس لإمارات المناطق حجم التحول الذي يشهده القطاع غير الربحي في المملكة، ومدى قدرته على الابتكار الاجتماعي والمساهمة في رسم ملامح تنموية جديدة، تستوعب جميع الفئات، وتُرسّخ معاني التكافل والتلاحم الوطني

