في مشهدٍ يعكس فخر الوطن بأبنائه وبالطاقات الذهنية المتقدمة ، اختُتمت يوم أمس بطولة الشطرنج، إحدى أبرز الفعاليات ضمن “البطولات الذهنية الرياضية” المقامة في إطار برنامج صيف طيبة 1447هـ، وذلك تحت إشراف وزارة الرياضة، وبحضور نخبة من المهتمين بالرياضات الذهنية وممثلي الجهات الرسمية والمجتمعية.
أقيمت البطولة في مركز الشربتلي النموذجي بحي الأزهري بالمدينة المنورة، وهو مركز مجتمعي متميز يُعنى باحتضان وتنمية المواهب الشبابية، وقد شهدت البطولة على مدار أيامها منافسات قوية عكست مستوى الوعي الرياضي والفكري المتنامي لدى المشاركين، وجسّدت قيم الانضباط والتركيز والتفكير الاستراتيجي التي تتجسد في رياضة الشطرنج، إحدى أرقى الرياضات الذهنية في العالم.
جاء تنظيم هذه البطولة في سياق حرص وزارة الرياضة على تعزيز الوعي بأهمية الرياضات الذهنية، وتوفير منصات تنافسية تُعنى بتنمية قدرات الشباب وتوظيف طاقاتهم فيما يعود بالنفع على ذواتهم ومجتمعهم، فضلًا عن ترسيخ مكانة المدينة المنورة كمركز متجدد للمبادرات الرياضية الذكية التي تجمع بين الفكر والرياضة في قالب وطني راقٍ.
وقد شهد اليوم الختامي للبطولة إقامة المباراة النهائية وسط أجواء تنافسية راقية، أعقبها حفل رسمي لتكريم الفائزين، حيث تم توزيع الجوائز والميداليات على المتأهلين للمراكز الأولى، في مشهد احتفالي حضره المشاركون وأسرهم وعدد من الشخصيات المجتمعية، الذين عبّروا عن فخرهم بما لمسوه من تنظيم مميز وتفاعل مثمر.
وأكد القائمون على البطولة أن هذه التجربة أثبتت جدوى الاستثمار في العقول الشابة، وأظهرت الإمكانيات الكبيرة التي يملكها أبناء الوطن في ميادين التفكير والتخطيط، مما يجعل من استمرار مثل هذه المبادرات ضرورة وطنية تواكب مستهدفات رؤية المملكة 2030 في بناء مجتمع حيوي وواعٍ.
وفي ختام التقرير، تُجدّد وزارة الرياضة والجهات المنظمة دعوتها لكافة أفراد المجتمع إلى الانخراط الفاعل في مثل هذه الفعاليات الذهنية، ودعمها حضورًا ومشاركة، بما يسهم في تعزيز ثقافة التنافس الشريف، وتنمية القدرات الذهنية، وتحقيق التنمية المستدامة على أسس معرفية وأخلاقية راسخة.
لقد اختُتمت البطولة، ولكن أثرها باقٍ في عقول من شارك وتفاعل، لتبقى رياضة الشطرنج عنوانًا للفكر المستنير، ومجالًا رحبًا لصناعة أجيال تُحسن القراءة، وتُجيد التخطيط، وتتشبّع بروح التحدي والإنجاز.

