تحتل جزيرة تاروت ثالث أكبر الجزر السعودية بعد جزيرة أبوعلي، وجزيرة الباطنة، وهي إحدى أهم المراكز الحضارية الاستيطانية في الخليج العربي، فقد دلت الاكتشافات الأثرية على عمق وأرث حضاري كبير بها، ومركزاً مهماً للاستيراد والتصدير، وارتبطت بعلاقات حضارية وثيقة مع بلاد الرافدين وفارس وبلاد السند والهند وبقية المناطق المحيطة، والحضارات المجاورة مثل مجان، وآثار تاروت وقلعتها جذبت كثير من المهتمين بتاريخ وآثار وسياحة المنطقة.
من هنا بدأت فكرة موسم شتاء تاروت السياحي، لتواكب أهمية هذا العمق والإرث الحضاري، حيث تدرج الموسم بين عدة ايام بفعاليات مختلفة متسلسلة ومتنقلة بين عدة بلدات ترابطت مثل حبات اللآليء في العقد، تجمعها تاروت كجوهرة تتوسط العقد.
ووصل هذا التسلسل الي يوم التشجير ، حيث تميز هذا اليوم المخصص للخُضرة بنجاح مبهر، لاسيما مع الحضور الكبير من الزوار من مختلف مدن المملكة ودول الخليج العربي وبعض الدول العربية والأجنبية.
كان هذا اليوم انموذج للتلاحم المجتمعي بين جميع فئات المجتمع القطيفي، بمشاركة المزارعين والمبادرات التطوعية لتزيين الحدائق المنزلية والحرف الشعبية والمتاحف الشخصية والأسر المنتجة.
كما كان للجولات السياحية وقعها الخاص علي مشاعر الزوار، حيث استقطبت اهتمام العديد منهم، اظهروا من خلالها انطباعتهم وتعليقاتهم الزخم الهائل الذي تتمتع به جزيرة تاروت، مما كان له بالغ الاثر علي ردات الفعل المتعجبة لأهمية المكان وارثه التاريخي العظيم بعظم مكانه في قلوب ابناء القطيف
ويستمر موسم شتاء تاروت حافلاً بالمفاجات ومحتفلا بالضيوف من شتي البقاع بحب كل اسبوع ، ليسجل ومضة في سماء تراث المملكة العربية السعودية.