هم جنودُ بغير سلاح, سخروا كل طاقاتهم لإنقاذ الأرواح, تركوا كل شيء خلفهم لنداء هذا الوطن. يحملون رسالة مختلفة, هم لا يعرفون من الذي بين أيديهم ما جنسه ما لونه أو حتى اسمه !! هم يعرفون الإنسان فيتفانون بجل قدراتهم إليه .. نعم هؤلاء هم جنود الصحة. فمنذ بداية هذه الجائحة وهم في فوهة الخطر غير مكترثين بما قد يصيبهم غير مبالين بما يدور من حولهم, فبعضهم لا يستطيع احتضان والدته والآخر أبنائه, كل هذا في سبيل الوطن.
دعونا نرجع قليلاً إلى الخلف و قبل هذه الجائحة و ريادة المملكة في عمليات الفصل للتوائم السيامية، فأول عملية أجريت من هذا النوع كانت في عام 1990م. فكانت هذه بداية نهضة صحية برهنت عليها الكفاءات الوطنية التي تقوم بمثل هذه العمليات المعقدة . وعلى هذا فأصبحت المملكة اليوم تجري هذه العمليات لكل من يحتاجها من الداخل والخارج بكوادر ومنشآت وطنية. وهذا لا يعني تفرد المملكة بمثل هذه العمليات، فتستطيع دول متقدمة إجراء مثل هذه العمليات، ولكنهم يرون أن بتكلفتها تستطيع بها معالجة ١٠ اطفال اخرين بقيمة هذه العملية، التي تترواح تكلفتها من ٥٠٠ الف ريال سعودي إلى مليون ونصف ريال سعودي.
فهنا يتجلى الجانب الإنساني الذي تُصدره المملكة دوماً إلى الخارج . لما أراه انعكاساً “لدبلوماسية الصحة”.
واليوم يتجلى لنا هذا الانعكاس والأدوار التي يقوم بها القطاع الصحي والقطاعات الأخرى في شتى الميادين بالوقوف صفاً منيعاً بيننا وبين هذا الخطر . فأثبتوا وعن جدارة واقتدار في أي أزمة أنهم جاهزون للنداء, يحملون الأمل دوماً لنحيا لغداً أجمل .
المملكة دوماً وأبداً ومن خلال هذه الكفاءات والكوادر التي تمثلها في الداخل والخارج ويرفعون رايتها في شتى المحافل, تحمل من خلالها رسائل عدة تريد إيصالها للعالم في المجال الصحي. “فدبلوماسية الصحة” اليوم أضحت عامل يلعب دوراً بارزاً في الشأن السياسي وله آفاق متعددة إنسانية في المقام الأول, ثقافية في وصولها إلى شتى أنحاء العالم, فهنا استطيع القول أنها قوى ناعمة بدأت تبرز على المسرح الدولي في الوقت الراهن.
فاليوم لا يسعنا إلا كل الشكر والتقدير والعرفان لهؤلاء الذين كانت بهجتهم في هذا العيد مختلفة برسمهم بهجة هذا العيد على محيانا، فيقع على عاتقنا الكثير بالوعي بالدور الذي يقدمونه والتضحيات في سبيل وصولنا إلى بر الأمان، فهم من يستحقون التهنئة قبل الجميع، كل عام وأنتم بخير أبطال الصحة.
المشاهدات : 4370
التعليقات: 0