الحمد لله رب العالمين، والصلاة و السلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد بن عبدالله وعلى آله و صحبه أجمعين، وبعد:
يمثل اليوم الوطني تاريخا فارقا في مسيرة وطننا الغالي فهو علامة بارزة تنقل ذاكرة الجيل المعاصر إلى قصة خالدة تحكي مرحلة الكفاح و البناء و التأسيس التي تمت بفضل الله عز وجل ثم بجهود قادها الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود رحمه الله وأكمل مسيرتها أبناؤه الملوك البررة حتى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود -يحفظه الله- حيث نعيش عهدا زاهرا تتحقق فيه إنجازات فريدة وقفزات تنموية كبيرة ليس لها حد، ويوما بعد يوم نشهد حراكا كبيرا وصولا إلى تحقيق مبادرات رؤية المملكة 2030 التي صاغ إبداعها ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله-.
وحتى تدوم هذه النعم العظيمة التي تحققت يجب علينا شكر المنعم سبحانه ثم المحافظه على هذه المكتسبات والمنجزات بتأكيد الوقوف صفا واحداً مع قيادتنا الرشيدة والحفاظ على وحدة الوطن والذود عن حياضه ورفع رايته و السعي في بناء نهضته لكي يتحقق الانتقال بالوطن من المحلية إلى العالمية.
حريٌ بنا بهذه المناسبة أن نستلهم ما قدَّمه الوطن قيادة وشعبا في سبيل خدمة الإسلام والعالم حتى غدا أنموذجا خالدا في البذل والعطاء، حري بنا أن نحافظ على ما حققه الوطن من الصدارة في كثير من المجالات الاقتصادية والتنظيمية حتى أصبح بيتا للخبرات النوعية و ما النجاح السنوي المبهر في تنظيم الحج و إدارة الحشود البشرية بكل كفاءة و براعة إلا شاهد على رؤية ثاقبة و قدرة فائقة نالت إعجاب العالم.
و تأتي الذكرى التاسعة و الثمانون لليوم الوطني و قطاع التعليم يخطو خطوات رائعة في تطوير منظومته بالتركيز على نواتج التعلم لتخريج جيل متميز في معارفه ومهاراته وقيمه مواكبة لمستهدفات رؤية المملكة 2030 لأن يكون التعليم مرتكزا على التنمية والبناء، و لهذا سخَّرت الطاقات وجنَّدت الإمكانيات في التوسع في بمرحلة رياض الأطفال، ورعاية الموهوبين والموهوبات، ودمج التقنية في عمليات التعلم واستثمار التعاملات الإلكترونية في تلبية رضا المستفيدين و المستفيدات، والعمل الدؤوب على تحديث الهياكل التنظيمية و الأدلة الإجرائية.
وفي الختام أشكر الله تعالى وأحمده على ما حبانا به من نعم، ثم الشكر والعرفان إلى قائد مسيرتنا خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود وو لولي عهده صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز و إلى أمير المنطقة الشرقية صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن نايف بن عبدالعزيز وإلى سمو نائبه صاحب السمو الملكي الأمير أحمد بن فهد بن سلمان آل سعود وإلى محافظ الأحساء صاحب السمو الأمير بدر بن محمد ابن جلوي آل سعود سائلا المولى أن يجزيهم خير الجزاء.
والشكر موصول إلى كل من ساهم في البذل والعطاء والتشييد والبناء ليبقى وطننا شامخا ورائدا إلى الشعب السعودي الوفي سائلا المولى القدير أن يديم علينا نعمة الأمن والاستقرار، ويحفظ بلادنا من كيد الأشرار، وينصر جنودنا البواسل في الحد الجنوبي.