كُنت أُقلبٌ في أوراق قديمة بمكتبتي المتواضعة الخاصة، ووقع بين يدي ملف أحتفظ فيه بأوراق كشفية منذ ايام الدراسة، ولفت نظري ورقة مكتوبة بالآلة الكاتبة يبدو انها جزء من نشرة كشفية كنا نُصدرها في ذلك الوقت(أواخر السبعينيات)، وذيلت باسم أحد زملاء الدراسة، الذي كان اميناً كعادة الكشاف الحق في نقله بذكره للمصدر من انه من العدد التاسع من مجلة جيل ورسالة في عام 1965 م والتي يصدرها مكتب القيادة العامة لكشاف ليبيا.
احتوت الورقة على مايبدو انه مقال ضمن سلسلة بالحديث عن البند الخامس من قانون الكشافة “مؤدب أو مهذب” وقانون الكشافة لمن لا يعرفه هو مجموعة الصفات التي يسعى كل عضو منتمى للحركة الكشفية أن يتصف بها ويسلكها في حياته.
وكان النص المنقول يقول: “لا يمكن أن يكون إنسان كشاف مثالياً إذا لم يكن مهذباً… لا يتكلف الخُلق ولا يتصنعه… وإنما هي طبيعته التي نشأ عليها وتعودها من نشأته في ظلال الحركة.
فهو مهذب يترفع عن السفاسف.. ويهرب من الشر.. ويعشق الخير وعمل المعروف يحبه لنفسه ولكل انسان سواه ويعيش عالما لا مكان فيه للشر او تحايل او نفاق او خبث.
هو مهذب يكفكف دمع البائس المحروم.. وساعداً يعتمد عليه الضعيف العاجز وقلبا حانياً يدخل البهجة والسرور لمن افتقدهما لا يأتي ذلك حباً للذكر ولا ارضاء لغرور ولا طلبا لجزاء.
هو مهذب فكلامه صدق ووعده يمين وعمله تضحية لا يطاوعه لسانه في كلام خبيث ولا تمشي به رجله الى عمل شر ولا تعينه يده على الاضرار بالناس.
انه الف مألوف يامن جاره بوائقه ويحب لأخيه ما يحب لنفسه اذا قال صدق واذا وعد وفى واذا اؤتمن حفظ.. لا يبيع دينه بدنياه ولا يستبدل العاجلة بالآخرة ولا يضحي بكرامته وشرفه وعفته لقاء لذة عارضة او عرض زائل.
انه مهذب لا يتجسس ولا يغتاب ولا يتنابز بالألقاب ولا يأكل لحم اخيه ميتاً ولايظن ظن السوء وان خاطبه الجاهلون قال سلاماً.. انه مثال للمؤمن الذي وصفته آيات القرآن الكريم واحاديث الرسول الأمين”.(انتهى موضوع الورقة).
ما أحوجنا اليوم إلى هذا الكلام، ولا أقول غرسه في ابنائنا وبناتنا أعضاء الكشافة فقط، بل يجب أن نمتثل به نحن القادة أولاً، ونكون قدوة لهم، وأن ننظر لنمو الحركة الكشفية بالكيف لا بالكم، فنحن نحتاج كشافين يتصفون بتلك الأخلاق، ويجري ذلك على بقية بنود القانون الكشفي.
المشاهدات : 1576
التعليقات: 0