تذهب بالألباب تلك الأخبار المؤلمة التي تُحمل إلينا بفقدان أحد أبنائنا على يد أخيه؛ قبل أسابيع قليلة بلغنا ببالغ الأسى وفاة أحد الطلاب على يد أحد أقرانه في مدينة الرياض، وها هي جدة تودع الآخر بنفس السيناريو مع اختلاف المرحلة العمرية والمكان. فهل يا ترى يدخل تعليمنا في مرحلة أخرى من الأزمات ولكن بوجهٍ آخر.
بالإضافة إلى التحصيل الدراسي، تسعى المؤسسات التعليمية إلى خلق بيئة آمنة للطلاب، يأمنوا فيها على أفكارهم، واتجاهاتهم، وأنفسهم. فهل لا تزال بيئتنا التعليمية آمنة؛ كي توقظ الأم صغيرها، ويصطحب الأب ابنه إلى ميدان العلم والشرف والمعارف، ثم يعود في نهاية اليوم الدراسي بطالب قد حصّل من العلم مفيده، ومن الأدب فريده. أم أنها أصبحت خطرةً بما يدعوا إلى القلق واتخاذ تدابير من شأنها ردع مثل تلك التصرفات أو ما يؤدي لها.
فقد قامت وزارة التعليم في المملكة بأدوار جوهرية وخطوات ملموسة في الميدان من خلال الحد من العنف داخل المدارس وذلك من خلال برنامج “رفق” الذي نعايشه في مدارسنا هذا الأسبوع. والعديد من البرامج التوعوية للحد من التنمر والعنف داخل المدارس وخارجها.
وبالرغم من ضخامة تلك البرامج، والجهود التي تبذل من أجل ذلك، إلا أن العنف لازال متفشياً في أوساط التعليم بشتى صوره وأوجهه. فلابد من مواجهته بحزم من قبل المجتمع ككل. فقد أثرت العديد من الدخائل الجديدة في ثقافة المجتمع على سلوكيات الأطفال ك” الشيلات الحماسية” ومقاطع ” الفزعات” والألعاب الإلكترونية، والتي يتصفحها الأطفال بأجهزتهم الجوالة بأقل مستوى من الرقابة الأبوية.
إننا نقف اليوم جميعاً أمام تحدٍ لا مناص لنا من مواجهته، فالأسرة والتي هي بذرة المجتمع تتحمل قدراً من المسؤولية لا يتحمله معها غيرها. كذلك جميع المؤسسات التربوية في المجتمع لابد أن تساهم بجدٍ للحد من العنف، كمؤسسات الإعلام، وأجهزة الأمن كمؤسسات للضبط الاجتماعي، والمساجد وذلك من أجل الوصول إلى مجتمعٍ تعليمي آمن ينعكس بآثاره على المجتمع ككل.