حقق المحاضر بكلية الطب بـ جامعة حائل حمد بن صالح الشتيوي والمبتعث لدراسة الدكتوراه في جامعة كاليفورنيا في الولايات المتحدة الأمريكية المتخصص في أبحاث السرطان والمناعة إنجازًا بحثيًا جديدًا في دراستين نشرت الأولى في مجلة الساينس “Science Immunology” العريقة ودراسة أخرى نشرتها مجلة نيتشر “Nature cell bio”
حيث اكتشفت الدراسة الأولى نوعًا من البروتينات يطلق عليه CD84 يفرز من الخلايا المناعية المتغيرة والمساعدة لنمو، وتطور سرطان الثدي حيث يساعد هذا الاكتشاف في تشخيص، وتحديد هذه الخلايا المناعية المتغيرة والحد من خطورتها، بإذن الله.
أوضح صالح الشتيوي أنه من خلال الدراسة استطاع تحديد السمات الجزيئية للخلايا المناعية المتغيرة(MDSCs)المرتبطة بسرطان الثدي عن طريق تحليل 15000 خلية فردية- تقريبًا- واكتشاف آلاف الجينات المعبرة عن كل خلية.
كما أوضحت الدراسة وهي الأولى من نوعها بأن الخلايا المناعية المتغيرة(MDSCs)تنشأ من خلال مسار غير عادي أثناء نمو السرطان الذي يمنحهم حالة خلايا مثبطة للمناعة، وتم اكتشاف نوع من البروتينات يطلق عليه CD84 يفرز من هذه الخلايا المناعية المتغيرة(MDSCs)ولا يفرز من الخلايا المناعية الطبيعية ويساعد هذا الاكتشاف في تشخيص، وتحديد هذه الخلايا المناعية المتغيرة واستهدافها علاجياً وهذا سيفتح مجالًا لتحسين وتطوير العلاج لمرضى سرطان الثدي.
وأشار الباحث إلى أن أساليب العلاج المناعي للسرطان أحدثت ثورة في خيارات العلاج لمرضى سرطان الثدي؛ حيث يتم تدريب الجهاز المناعي في الجسم للتعرف على الخلايا السرطانية ومحاربتها والقضاء عليها، فأصبح العلاج المناعي الآن أحد أكثر المجالات إثارةً في بحوث السرطان، ومع ذلك فإن العديد منها يؤدي إلى استجابات مناعية غير كافية لدى المرضى مما يجعل العلاج المناعي غير قادر على إزالة الأورام تمامًا. وهذا يعود لعدة أسباب؛ أهمها وجود هذه الخلايا المناعية المتغيرة(MDSCs)تتكون أثناء نمو السرطان وهي خلايا تقوم بمساعدة الخلايا السرطانية في النمو والانتشار وأيضاً بمحاربة وتثبيط الخلايا المناعية الأخرى(T cell)المدافعة عن الجسم والمساعدة في القضاء على السرطان. وبين الشتيوي أن الخلايا المناعية المتغيرة(MDSCs)تظل سيئة التوصيف حيث إنه من الصعب تحديد وتشخيص وجود هذه الخلايا لدى مرضى السرطان لصعوبة التمييز بينها وبين الخلايا المناعية الطبيعية في الأفراد الأصحاء.
كما شارك الشتيوي في الدراسة الثانية مع زملائه في جامعة كاليفورنيا والتي نُشرت في مجلة(Nature Cell Bio)وبينت تلك الدراسة اكتشافًا يفيد أن خلايا سرطان الثدي حتى تنتشر إلى باقي أعضاء الجسم تُحَوِّل استراتيجيتها الأيضية بدلاً من استخدام السكر(الجلوكوز)(cycling glucose)للحصول على الطاقة إلى استخدام التمثيل الغذائي للميتوكوندريا(mitochondrial metabolism)، وهذا الاكتشاف سيسْهم- بحول الله- في اتباع استراتيجيات أفضل لمنع انتشار الخلايا السرطانية في أعضاء الجسم الأخرى عن طريق التدخل العلاجي المباشر لهذا التحول للخلايا السرطانية، مما يحد من انتشار الخلايا السرطانية بالجسم، ويقلل بشكل فعال الوفيات بين مرضى سرطان الثدي الذي يُعدّ انتقال الخلايا السرطانية من الثدي إلى أعضاء أخرى في الجسم هو السبب الأول- تقريبًا- لجميع الوفيات المرتبطة بسرطان الثدي.