في عصر المتغيرات المستمرة، ليس لك خيار إلا التعلم المستمر،
مفاهيم ونظريات كانت من المسلمات، أكتشف العالم بالتجربة أنها خرافات، والعكس صحيح.
درست في الجامعة، حضرت دورات، قرأت كتب.. طبقت بعض مما كنت أعتقده “وتعلمت” أنه صحيحا.. في حياتي، واكتشفت أنه ليس له علاقة بالنجاح ولا بحياتي، وطبقت بعض “الصحيح” الذي تعلمته، فأوصلني إلى نتائج إيجابية مختلفة، ولا زلت أتعلم، وأحتاج أن استمر في التعلم.
في أحد النقاشات.. علق أحد الحاضرين في جامعاتنا نحن لا نتعلم الإدارة، ولكننا نتعلم تاريخ الإدارة.
ليس لك خيار إلا التعلم المستمر.. لتكتشف الجديد في هذا العالم المتغير، وتجعل عقيدة لك أنك وإن حصلت على “شهادة دكتوراة” فأنت لا زلت تلميذا في المرحلة التمهيدية في مدرسة النجاح الحقيقية،
أن تعتنق الآية..
(وما أؤتيتم من العلم إلا قليلا)
إعتناقا تطبيقيا وليس حفظا نظريا
في رأيي..
قد يكون من يعتنق هذه الآية بشكل تطبيقي قليل جدا جدا، وهناك بعض العلامات.. سأتحدث عنها في مناسبة أخرى.
لا أزكي نفسي، فأنا أحتاج أن أتعلم
نحتاج أن نتعلم باستمرار، ولكن السؤال:
أي تعلم تحتاجه؟؟؟!!!
هنا يأتي *جوهر المسألة* .
نعيش فترة إنفجار معلوماتي.. كم كبير من المعلومات يأتيك باستمرار من عدة مصادر، دورات تدريبية، رسائل واتس أب، نصائح أصدقائك، محاضرات في اليوتيوب، مقالات في الأنترنت، كتب، نقاشات… إلخ
بعض المعلومات قديمة يظن قائلها أنها لا زالت حديثة أو ذات صلة، بعض المعلومات حديثة فعلا، بعض المعلومات نظرية غير قابلة للتطبيق، بعضها خليط بين الصحيح وغير الصحيح
فكيف تفرق وكيف تتعلم؟؟!!
هنا تأتي المسألة المهمة المتعلقة بحل هذه المشكلة وهي:
*أن تتعلم كيف تتعلم*
مفهوم مهم وقد يكون جديد، نحتاجه بشكل أكثر في أيامنا القادمة،
نحتاج أن نتعلم بوعي، نعرف الأسئلة التي نسألها لنعرف ممن نتعلم، المعايير التي من خلالها نختار لمن نسمع وممن نتعلم، نفرق بين المعلومة الصحيحة والغير صحيحة، الصحيحة ذات العلاقة وليست ذات العلاقة.
الحديث يطول.. والمقام لا يحتمل أكثر ما قيل في المقال .. أو ربما خواطر حول مقال وبحث موضوع يستحق البحث.
ربما يكون كلامي في بعض جزئياته مبهم، يحتوي بعض الفلسفة،
ليس كعادتي في كتابة مقالتي.
ربما لأن الموضوع مهم وعميق، من الظلم أن اتناوله بسطحية.
نحتاج أن نبحثه، نحتاح أن نعرف ماذا نحتاج لتتغير أحوالنا وتتحسن حياتنا ويكون قادمنا بالفعل قادم أجمل.
بتوكلنا على الله مع الأخذ بأسباب التغيير سيكون بحول.. قادمنا أجمل.
والحياة جميلة.. فاكتشف جمالها واستمتع بالحياة.
تعلم بوعي، وانتبه لما تتعلم