في إطار حرصها المستمر على متابعة أفضل الممارسات العالمية، وتطوير وتحسين العملية التعليمية، وانطلاقًا من فلسفة تؤمن بضرورة نقل الطالب من متلقٍّ سلبي للمعرفة إلى مشارك ومنتج لها، أطلقت وزارة التعليم نظام مسارات الثانوية الجديد الذي يعد بمثابة محاولة جادة لتقييم أبرز الممارسات في تاريخ التعليم الثانوي في المملكة العربية السعودية، وتقييم الممارسات العالمية في المرحلة الثانوية بشكل عام؛ من أجل الخروج بأنموذج مطوّر يجمع بين مطالب العصر والجوانب العلمية والقابلية للتطبيق.
ويأتي نظام مسارات الثانوية كترجمة لحرص القائمين على العملية التعليمية في المملكة على تحقيق أهداف التطوير والتحسين المستمر للعملية التعليمية عبر تضمينها أفضل الممارسات العالمية.
كما يسعى النظام إلى إيجاد البدائل والفرص أمام الطالب؛ ليختار مسارًا يناسب ميوله وقدراته، ويمده بالمهارات والكفايات الحديثة التي تساعده في الإعداد للحياة وإكمال تعليمه بعد الثانوي، كما يمنحه فرصة المشاركة والالتحاق بسوق العمل من خلال مجموعة خبرات تعلم موجهة روعي فيها التكامل والتوازن والاتساق والتسلسل على مستوى المعارف والمهارات والقيم وأولويات المنهج، بما يحقق دعم تعلم الطالب وعمقه.
ويقدم النظام مجموعة من المزايا للعملية التعليمية بشكل عام؛ من أهمها إضافة تخصصات ومسارات جديدة تتسق مع متطلبات الثورة الصناعية الرابعة والخطط التنموية ورؤية المملكة “2030”، بالإضافة إلى تقديم مواد دراسية جديدة ومطورة تتّسق مع الاتجاهات العالمية، والمستوى العمري والعقلي للطالب، كما يعمل على تقليل الهدر ورفع الكفاءة الاقتصادية والمعرفية والتربوية للمرحلة الثانوية.
كما يقدم نظام المسارات مجموعة من المزايا للعملية للطالب؛ من أبرزها وجود جدول أكثر ثباتًا؛ مما يقلل الهدر ويخفف الضغط النفسي لديه، ويوفر خيارات التعليم عن بعد والتعلم المدمج التي تمنحه فرصًا متنوعة للتعلم، وتوسع الخيارات لديه بعد حصوله على الشهادة الثانوية؛ فبإمكان الطالب بعد التخرج التوجه للجامعة أو سوق العمل، كما يمنح النظام للطالب شهادات مهنية ومهارية بعد إنجاز مهام محددة واختبارات معينة بالشراكة مع جهات تخصصية؛ مما يوفر له المزيد من الفرص الوظيفية في المستقبل.
ويشتمل نظام المسارات على تسعة فصول دراسية موزعة على ثلاث سنوات؛ تبدأ بالسنة الأولى المشتركة التي يدرس فيها الطالب مجالات علمية وإنسانية متنوعة، تليها سنتان تخصصيتان، يسكن الطالب فيها في أحد المسارات التي تتسق مع ميوله وقدراته وفق مجموعة من الشروط والمعايير.
وبعد أن يجتاز الطالب السنة التمهيدية المشتركة التي يدرس من خلالها مجموعة من المعارف العامة والمهارات التخصصية التي تهيئهم للالتحاق بأحد المسارات عبر عمليات التسكين، يحدد الطالب في السنتين التخصصيتين التاليتين المسار الذي يتناسب مع ميوله وقدراته من بين خمسة مسارات رئيسة، يقدم كل منها فرص تعلم مختلفة ومتجددة، وتلك المسارات هي: المسار العام، والمسار الشرعي، ومسار علوم الحاسب والهندسة، ومسار الصحة والحياة، ومسار إدارة الأعمال.