أجرى فريق طبي بمستشفى الدكتور سليمان الحبيب بالسويدي، عملية جراحية ناجحة استمرت “12” ساعة، لاستئصال ورم من الدرجة الرابعة منشؤه في مؤخرة التجويف الفموي، ومتشعب إلى الفك السفلي والعنق.
وقال د. سمير سندي المدير الطبي للمستشفى: إن المريضة “خمسينية” راجعت المستشفى وهي تشكو من قرحة في الفم، وكشفت الفحوصات الطبية الدقيقة إصابتها بورم سرطاني من الدرجة الرابعة بالتجويف الفموي، وممتد إلى الفك السفلي الأيسر، مع وجود عقد ليمفاوية بالرقبة، غير أن التصوير الإشعاعي أكد ولله الحمد سلامة الرأس والعنق والصدر والبطن من الخلايا السرطانية.
وأضاف أن الفريق الطبي شرع مباشرة في الإعداد لعملية مركبة ومعقدة لاستئصال الورم؛ إذ أجريت لها جراحة استمرت “12” ساعة، وبدأت بفتحة الرغامي لتسهيل عملية الاستئصال والاستشفاء بعد العملية، التي استخدمت فيها أجهزة طبية حديثة من بينها المجهر الجراحي، وقد تم في المرحلة الأولى استئصال الورم مع جزء من الفك السفلي الأيسر والغدة الدرقية، وجرى كذلك تنظيف العنق الأيسر من كل العقد الليمفاوية، وفي المرحلة الثانية تم ترميم الفك بقالب معدني خاص، وترميم الأنسجة بزراعة نسيج مأخوذ من الذراع الأيسر للمريضة.
وتكلّلت العملية بفضل الله بالنجاح، وتم تحويل المريضة إلى العناية المركزة التي أمضت فيها نحو “48” ساعة، قبل أن تُنقل إلى جناح الجراحة، وتحسن وضعها الصحي مع العناية الطبية الحثيثة، وفي اليوم الثالث للعملية عادت للتحرك وقضاء احتياجاتها اعتمادًا على نفسها، كما تم إغلاق فتحة القصبة الهوائية بمقدمة العنق ” فتحة الرغامى”، وبعد مرور أسبوع من العملية غادرت المستشفى بحالة صحية ممتازة؛ حيث ذهب عنها كافة الأعراض التي كانت تشكو منها، كما أنها بدأت تتغذى على السوائل، وستعود لتناول الطعام بشكل طبيعي خلال أسبوعين.
واستطرد د. السندي قائلًا: إن هذه النوعية من العمليات تتسم بالتعقيد والدقة، ولا تجرى إلا في المراكز المتخصصة والمستشفيات الكبيرة، وعلى يد كفاءات طبية عالية التأهيل والخبرة، وهي أيضًا تحتاج إلى معدات دقيقة؛ إذ إن عمليات زراعة الأنسجة من العمليات الدقيقة والمعقدة التي تتطلب معدات دقيقة؛ لتمكين الجراحين من إصلاح الأوعية الدموية والشرايين والأعصاب فائقة الدقة المقطوعة.
