شارك وفد من مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية برئاسة مساعد المشرف العام للتخطيط والتطوير الدكتور عقيل بن جمعان الغامدي في الاجتماع رفيع المستوى الخاص بمنع حدوث المجاعة وانعدام الأمن الغذائي والذي نظمته لجنة المساعدات الإنمائية لمنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية في العاصمة الفرنسية باريس اليوم، بمشاركة وفود عدد من الدول والمنظمات الدولية.
وقدّم “الغامدي” كلمة في الاجتماع بدأها بتقديم التعازي لأسر ضحايا الزلزال المدمر في سوريا وتركيا، متمنيًا الشفاء العاجل للمصابين.
وأشار إلى أنه وبناءً على توجيهات خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود وصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد رئيس مجلس الوزراء قامت المملكة بتسيير جسر جوي يشتمل على مساعدات غذائية وإيوائية وطبية متنوعة فضلا عن إرسالها الفريق السعودي للبحث والإنقاذ وفرق التدخلات الإسعافية والطبية لمساعدة ضحايا الزلزال، إضافة إلى إطلاق المملكة بناءً على التوجيه الكريم حملة شعبية عبر منصة “ساهم” لإغاثة متضرري الزلزال، حيث وصل مبلغ التبرعات 352 مليون ريال سعودي حتى الآن.
وأكد أن الكوارث الطبيعية والصراعات وجائحة كورونا(كوفيد-19)تعد من أكبر المسببات لأزمة النقص في الغذاء وتدهور الأمن الغذائي في العالم، وأن المنظمات الدولية والمحلية يجب عليها العمل مع المانحين للتصدي للأزمات الإنسانية وتقديم المبادرات للمساعدة في القضاء على أزمة الجوع.
ولفت إلى أهمية البحث عن حلول مبتكرة تساعد الاقتصاد على التعافي وكذلك الوفاء بالالتزامات لدعم الفئات الضعيفة.
وتابع: يعد بناء القدرات والتدريب لمنظمات المجتمع المدني ومنتجي الأغذية المحليين أمرًا بالغ الأهمية؛ لمساعدتهم على أن يكونوا جزءًا من الحلول الاستراتيجية لجعل النظم الغذائية أكثر استدامة ومرونة، مبينا أن المملكة تتبنى هذا النهج مع الشركاء المنفذين في جميع المشاريع، وتحرص المملكة على دعوة منظمات المجتمع المدني للمشاركة في المنتديات الدولية على سبيل المثال دعوتها لحضور منتدى الرياض الدولي الإنساني الثالث الذي سيعقد يوم الاثنين المقبل ويتيح الفرصة للجميع لمناقشة الابتكارات والحلول التي تساهم في استدامة العمل الإنساني والأمن الغذائي.
واختتم “الغامدي” كلمته بالتأكيد على أهمية التنسيق والتعاون ومشاركة المعلومات بين مقدمي التنمية والمستفيدين، وأن هناك حاجة إلى سياسات تستند إلى توقعات دقيقة وبحوث وتحليل واقعي للوضع الحالي للأزمة الغذائية، وأيضا إلى زيادة وصول الدول النامية إلى التقنيات الغذائية والزراعية الحديثة لتمكين وتأمين إنتاج الغذاء واستدامته.
من جانبها، أفادت رئيسة لجنة المساعدات الإنمائية لمنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية سوزانا مورهيد أن الوضع الغذائي في العالم يتدهور رغم أن المساعدات الإنمائية تضاعفت والمساعدات الإنسانية بلغت 15 % من إجمالي المساعدات الكلية في عام 2022م.
وذكرت أن 10 دول مانحة فقط تقدم 80% من المساعدات في العالم، وأن ثلاث دول من الأعضاء في لجنة المساعدات الإنمائية يقدمون 65% من جملة المساعدات الإنمائية.
بدورها، أكدت منسق الأمم المتحدة للاستجابة ومنع المجاعة رينا جيلاني بأن هناك دول مثل الصومال وأثيوبيا تعاني من تأثير المناخ وانعدام الأمن الغذائي، وعليه يجب التركيز على علاج مسببات المجاعة والزراعة ومشاريع درء آثار المناخ وإعفاء الديون للدول التي تعاني من نقص في الأمن الغذائي، وكذلك مشاريع دعم النساء والفتيات وتوطين العمل الإنساني، وتقوية العمل الاستباقي للتنبؤ بالكوارث والاستجابة لها، والتنسيق والتعاون بين المؤسسات العاملة في المجالين الإنساني والتنموي.