بفضل الله، نجح فريق متخصّص في مركز جراحات المخ والأعصاب والعمود الفقري بمجمع الدكتور سليمان الحبيب الطبي بالعليا، في استئصال ورمٍ كبيرٍ بالحبل الشوكي لسيدة في العقد الخامس، كان قد تسبّب لها في حدوث عدم توازن بالجسم وشلل جزئي بالأطراف السفلية، صاحبه ألمٌ وحرقان شديد في الساقين والعمود الفقري، إضافة إلى فقدان وظيفي للمثانة وصعوبة في التحكم في عملية الإخراج.
ذكر ذلك الدكتور عبدالله محمد النبهان؛ استشاري جراحة المخ والأعصاب والعمود الفقري، الحاصل على الزمالة الألمانية رئيس الفريق الطبي الجراحي، والذي أضاف أن المريضة حاولت العلاج في أكثر من جهة طبية، لكن دون جدوى أو الوصول إلى التشخيص السليم للوضع الصحي، نتيجة تقارب وتشابه أعراض هذا الورم مع كثيرٍ من الأمراض الأخرى، مثل السكري والعلل العصبية، ما تسبّب في زيادة المضاعفات لدى المريضة.
وأوضح أن المريضة وصلت للعيادة على كرسي متحرّك غير قادرة على الحركة نهائياً ، أو أداء مهامها اليومية الاعتيادية، نتيجة التأخر في التشخيص والعلاج، حيث تمّ إجراء الفحص السريري الذي أثبت أن تلك الأعراض تتعلق بأورام الحبل الشوكي، وعليه تم إخضاعها لفحوصات بالرنين المغناطيسي (M.R.I).
وقال د. النبهان؛ إن نتائج الفحوصات أبانت بدقة وجود ورم كبير في الفقرات الصدرية بالعمود الفقري بطول 3 سم، وضاغط بشدة على النخاع الشوكي مسبّباً الأعراض السابق ذكرها، الأمر الذي استدعى التدخل الجراحي العاجل، مشيراً إلى أنه عقب دراسة الفريق الطبي لنتائج الفحوصات، تمّ إطلاع المريضة على الخطة العلاجية.
ووصف د. النبهان؛ حالة المريضة بأنها تُعد من الحالات المعقدة وعالية الخطورة، نظراً لكبر حجم الورم وموقعه الدقيق، علاوة على إمكانية حدوث نزيف عقب استئصال الورم أو تأثر الأعصاب المحيطة به، مؤكداً أن الفريق الطبي قام بدراسة كافة تلك المعلومات، قبل إجراء العملية التي تم فيها استخدام المجهر الإلكتروني المتطور من النوع “PENTERO”، حيث تحرير الورم من الالتصاقات واستئصاله بصورة كاملة دون حدوث أي مضاعفات ولله الحمد.
وعن حالة المريضة بعد الجراحة، قال د. النبهان: إن جهود الفريق الطبي تكللت بالنجاح التام ولله الحمد، حيث تمّ نقلها لجناح التنويم بعد العملية ومراقبة مؤشراتها الحيوية على مدار الساعة، وأكد الكشف السريري وجود تحسن بنسبة 90% مباشرة بعد الجراحة، حيث خرجت إلى منزلها بعد أسبوع من العملية وقد انتهت لديها كافة الأعراض السابق ذكرها وبدأت بممارسة حياتها بصورة طبيعية.
وفي الختام، وجّه د. عبدالله النبهان؛ النصح للمرضى الذين يعانون الأعراض المشابهة سرعة التوجه للأطباء المتخصصين لسرعة تشخيصهم، وتقديم الخطط العلاجية المناسبة بناءً على حالة كل مريض، وذلك للحيلولة دون التعرُّض لمزيدٍ من المضاعفات الطبية.