المؤتمر شهد توقيع اتفاقيات بقيمة 5.6 مليار دولار بين وزارة الاستثمار السعودية ومصنّع السيارات الكهربائية الصينية “هيومن هورايزونز” لتأسيس مشروع مشترك لأبحاث وتطوير وتصنيع المركبات.
• إبرام أكثر من 30 صفقة عبر عدة قطاعات؛ من أبرزها: التكنولوجيا، ومصادر الطاقة المتجددة، والزراعة، والعقارات، والمعادن، وسلاسل التوريد، والسياحة، والرعاية الصحية.
• المؤتمر افتتحه بالنيابة عن سمو ولي العهد، الأمير فيصل بن فرحان بن عبدالله آل سعود، وزير خارجية المملكة العربية السعودية.
• المؤتمر شهد مشاركة نخبة من صناع القرار وكبار المسؤولين من القطاعين العام والخاص في الدول العربية والصين.
• المؤتمر هو الأكبر من نوعه، وشهد مشاركة أكثر من 3500 مشارك ومشاركة من 26 دولة، والأولى التي تستضيفها المملكة العربية السعودية.
برعاية صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان آل سعود ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، اختُتِمَت أعمال اليوم الأول من مؤتمر رجال الأعمال العرب والصينيين العاشر، الأكبر من نوعه حتى الآن، والأول الذي تستضيفه المملكة العربية السعودية بتوقيع اتفاقيات استثمارٍ بقيمة تزيد على 10 مليارات دولار أمريكي (37.5 مليار ريال)، تشمل 30 اتفاقية وصفقة في عددٍ من القطاعات؛ بما في ذلك: التكنولوجيا، ومصادر الطاقة المتجددة، والزراعة، والعقارات، والمعادن، وسلاسل التوريد، والسياحة، والرعاية الصحية.
وكان اليوم الأول شهد افتتاح أعمال المؤتمر بالنيابة عن سمو ولي العهد، من قبل الأمير فيصل بن فرحان بن عبدالله وزير الخارجية، حيث أكد “حرص سمو ولي العهد -أيّده الله- بالرفع من مستوى العمل للخروج بنتائج تليق بالشراكة العريقة والمتقدمة في جميع المجالات الاستثمارية الحيوية بين الدول العربية وجمهورية الصين الشعبية.
وأضاف أن شعار المؤتمر “التعاون من أجل الرخاء” يؤكد الأهمية البالغة والإمكانات الكبيرة والرؤى المشتركة التي تكمن في العلاقات الاستثمارية والتجارية بين العالم العربي والصين، ويسلط الضوء على كيفية التوافق المشترك وتبادل الخبرات وإطلاق فرص جديدة للنمو والاستثمار، والتي من شأنها تحقيق الرخاء والتقدم والازدهار لشعوب المنطقة والعالم”.
حفل افتتاح المؤتمر شهد أيضًا كلمة ترحيبية لوزير الاستثمار المهندس خالد الفالح، حيث عبر عن شكره وامتنانه لولي العهد لرعاية هذا الحدث الكبير، ورحب المهندس “الفالح” بمشاركة الصين في هذه النهضة، والتي تعد شاملة باتجاه النمو والتوسع، وتخلق فرصًا هائلة للنهضة القادمة، وللتعاون الاقتصادي والتجاري والاستثماري، وسنعمل معها لاغتنام الفرص الكبيرة المتاحة أمامنا؛ لأننا نؤمن بالتكامل الواسع النطاق بين اقتصاداتنا، وبين أن صادرات الطاقة من العالم العربي أسهمت في دفع عجلة التنمية الصناعية في الصين، وفي المقابل وصلت السلع المصنعة في الصين إلى كل منزلٍ ومكتبٍ ومصنعٍ في البلاد العربية.
وقد نجحت أجندة المؤتمر المكثفة في استقطاب آلاف المشاركين، حيث تضمنت الجلسات الحوارية وورش العمل والاجتماعات الخاصة والأحداث الجانبية التي تبحث عددًا من الموضوعات الرئيسية المختارة؛ ومن أهمها: المسؤولية الاجتماعية والبيئية والحوكمة، وتعزيز قدرة سلسلة التوريد على الصمود، حيث بلغ عدد المشاركين أكثر من 3500 من قادة الأعمال والمبتكرين وصناع القرار من أكثر من 26 دولة.
الاتفاقيات المُوقّعة بين الشركات
وشهد المؤتمر توقيع عددٍ من الاتفاقيات بين الشركات المشاركة، شملت صفقة بقيمة 533 مليون دولار بين شركة أمار الأولى ومجموعة زهونغهوان الدولية (هونغ كونغ) المحدودة لإنشاء مصنعٍ لمعالجة الحديد الخام، وتصنيع كريات الحديد لمعامل الصهر في المملكة العربية السعودية، واتفاقية بقيمة 500 مليون دولار بين مجموعة ASK وشركة التعدين والجيولوجيا الوطنية الصينية لتطوير وتمويل وإنشاء وتشغيل مشروعٍ لتعدين النحاس في منطقة الدرع العربي، واتفاقية إطارية بقيمة 266 مليون دولار بين شركة مباني الصفوة المحدودة وشركة مجموعة غيزهوبا للهندسة الدولية المحدودة، ومؤسسة توب العربية للهندسة الدولية المحدودة لتشييد المباني المتقدمة في المملكة.
الاتفاقيات الموقّعة بين القطاعين العام والخاص
من جهةٍ أخرى، شهد المؤتمر توقيع عددٍ من الاتفاقيات بين القطاعين العام والخاص، شملت اتفاقية بقيمة 5.6 مليار دولار (21 مليار ريال) بين وزارة الاستثمار وشركة هيومان هورايزونز الصينية، المختصة بتطوير تقنيات القيادة الذاتية، وتصنيع المركبات الكهربائية تحت العلامة التجارية HiPhi، لإنشاء مشروع مشترك لأبحاث تطوير وتصنيع وبيع المركبات، واتفاقية بقيمة 266 مليون دولار بين وزارة الاستثمار وشركة هيبوبي للتكنولوجيا المحدودة، مطور برمجيات الأندرويد في هونغ كونغ، لتطوير تطبيقاتٍ في مجال السياحة، وعددٍ من التطبيقات الأخرى، وصفقة بقيمة 250 مليون دولار، بتسهيل من وزارة الاستثمار، بين شركة الخطوط الحديدية السعودية (SABATCO) وشركة CRRC لصناعة عربات القطار المملوكة للحكومة الصينية والمدرجة في سوق الأسهم، وتهدف لتصنيع عددٍ من عربات وعجلات القطارات في المملكة، وصفقة بقيمة 150 مليون دولار بين وزارة الاستثمار، ووزارة الصناعة والثروة المعدنية من جهة، وشركة سوندا للتصنيع الصناعية، وتهدف لإنتاج الصودا الكاوية، والكلورين ومشتقاته، والبارافينات المكلورة، وكالسيوم الكلورايد، والبولي فينيل كلورايد (PVC)، ومنتجات التحويل ذات الصلة في المملكة.
وبرز من بين كبار المسؤولين المشاركين في المؤتمر، السيد أحمد أبوالغيط أمين عام جامعة الدول العربية، والسيد زوراب بولوليكاشفيلي أمين عام منظمة السياحة العالمية، وخو تشون خوا نائب رئيس المؤتمر الاستشاري السياسي للشعب الصيني، إلى جانب نخبة من كبار المسؤولين الحكوميين في الدول العربية والصين، في حين يشارك كبار ممثلي عددٍ من أهم الشركات الصينية؛ منها: علي بابا، وTencent.
ومن المقرر أن يشهد اليوم الثاني من المؤتمر كلماتٍ رئيسية ولقاءاتٍ خاصةٍ مع قياداتٍ حكومية، وشخصيات مهمة، فضلًا عن ورش عملٍ متخصصة ستبحث بتعمق عددًا من الموضوعات الرئيسية؛ مثل سلاسل التوريد الخاصة بقطاعي النفط والغاز، وشراكات الابتكار والبحث، والتحديات والحلول لسلاسل التوريد التجارية العالمية، والتعدين، وتصنيع الأغذية، سيشارك فيها العديد من كبار المسؤولين في القطاعين العام والخاص، في حين ستقدم الكلمة الختامية للمؤتمر ديلما روسيف، الرئيسة السابقة للبرازيل والرئيس الحالي لبنك التنمية الجديد، وهو بنك تنمية متعدد الأطراف أنشأته البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب إفريقيا (بريكس) بهدف تعبئة الموارد، ودعم مشاريع البنية التحتية والتنمية المستدامة في الأسواق الناشئة والاقتصادات النامية.
ويتزامن الحدث المختص بالتجارة والاستثمار، ونظمته وزارة الاستثمار السعودية بالشراكة مع الأمانة العامة لجامعة الدول العربية، والمجلس الصيني لتعزيز التجارة الدولية، واتحاد الغرف العربية، مع تنامٍ مشهودٍ في حركة التجارة بين العالم العربي والصين، والتي بلغت قيمتها الإجمالية 430 مليار دولار أمريكي في العام 2022م، منها أكثر من 106 مليارات دولار بين الصين والمملكة العربية السعودية فحسب، بمعدل نموٍ بلغ 30٪ مقارنةً بالعام 2021م، وتجدر الإشارة إلى أن الاستثمار الأجنبي المباشر للصين في أسواق العالم العربي بلغ 23 مليار دولار في العام 2021م، منها 3.5 مليار دولار في المملكة العربية السعودية.