لخريجات الثانوية ( ٣١ ) مسارات
عام ١٤٤٥هـ
نيابة عن كل معلمة درّست تلك الدفعة :
وإلى اللقاء..
جملة قصيرة طالما سمعناها ممن نحب، ولطالما كان لها وقع خاص على قلوبنا.
طالباتي الجميلات:
هانحن اليوم نودعكن ونحن نزفكن إلى رحاب أوسع وأجمل، قد يكون ذلك الرحاب
جامعة أو كلية أو معهدًا أو وظيفة تطمحين إليها.
وأيًا كان ذلك الرحاب سترافقك دعواتنا بالتوفيق والسداد.
طالباتنا الرائعات :
كم هو رائع أن نتوج اليوم زهورًا أينعت وطابت ثمارها فكرًا وعقلًا وثقافة.
طالباتنا :
كثيرة هي مفترقات الطرق، وكثيرة هي المواقف والأفكار التي ترد فيها، ولأنك اليوم على مفترق إحدى هذه الطرق، وأهمها..
بالتأكيد أنت تفكرين في المستقبل، وحتمًا ستعود بك الذاكرة إلى الخلف قليلًا، وستمر بك مواقف شتى عشتيها بين فصول العلم وعلى مقاعد الدراسة،وستمر بك بعض المواقف السعيدة، أو المزعجة..
هنا أقول لك :
جاء الوقت الذي تنفضين عن تفكيرك غبار بعض المواقف المزعجة،
لاتدعي لها مجالًا أن تأخذ حيزًا من تفكيرك؛ لأنها ستؤثر سلبًا على مستقبلك المبهج.
تأكدي طالبتنا الرائعة أن قسوتنا عليك في سابق الأيام ليست قسوة كره أو عداوة؛
إنما هي حزم و توجيه ونصح، ممن يرون لك مستقبلًا مشرقًا ولا يريدون أن يخالطه أي نوع من العبث، ولسان حالنا حين ذاك، قول الشاعر:
وقسا ليزدجروا ومن يكُ حازمًا…
فليقس أحيانًا على من يرحم…
ونضيف عليها غاليتي:( من يرحم ويحترم ويحب )
طالبتنا الغالية:
محطات الحياة كثيرة، وعلى اختلافها، فإنها تتطلب منك أن تكوني شخصًا قويًا متفردًا، قادرًا على مواجهة معترك الحياة.
تأكدي أيتها الغالية أن المستقبل لكل من لديه طموح وشغف، قلّ أو كثُر.
وتأكدي أن لكل جواد كبوة؛ فلا تؤثر فيك مصاعب الحياة عندما تواجهينها، فالله تعالى أمرنا بالعلم والعمل.
قال الله تعالى في محكم كتابه :
{ وَقُلِ ٱعْمَلُواْ فَسَيَرَى ٱللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُۥ وَٱلْمُؤْمِنُونَ ۖ وَسَتُرَدُّونَ إِلَىٰ عَٰلِمِ ٱلْغَيْبِ وَٱلشَّهَٰدَةِ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ }
( التوبة / ١٠٥ )
طالباتنا الرائعات :
لا أروع ولا أجمل من أن نهدي لك نصيحة توجهك إلى تقوى الله في كل أمر.
ففي طلب العلم تقوى في احتسابه لوجه الله تعالى ورفعة الدين والوطن.
تذكري دائمًا قول رسولنا الكريم ﷺ :
“من سلك طريقا يلتمس فيه علما، سهل الله له به طريقا إلى الجنة”.
وفي مجال العمل بعد العلم تذكري واحرصي أن يكون عملك في خدمة هذا الوطن العظيم،
فهو شرف لمن ينتسب إليه، وفخر أن تبذلي قصارى جهدك لرفعته.
التمسي رضا الوالدين أحياءًا وأمواتًا، قريبين أو بعيدين، واعلمي أن رضى الله من رضاهما؛ وهنا طريق الفلاح.
أخيرًا :
تذكروا طالباتنا أن لنا حقًا متبادلًا يكمن في الدعاء لبعضنا البعض:
واذكرونا مثل ذكرانا لكم…
رب ذكرى قربت من نزحَ…