نحن والجودة وجهان لعملة تتطلب التجديد والتحسين المستمر؛ ليكون النجاح.
الجودة لاتحصرها جمل ولا عبارات، ولا تحدها حدود في عمق معناها وأثرها.
الجودة أنت أيها القارئ ومبتداها ومنطلقها قيمك التي تحملها، واستمرارها ينعكس من مستوى التحسين لديك.
الجودة قيمة عالية عميقة حينما تنعكس على سلوكنا، ويرى الآخرون أنها امتدت أثرًا عليهم.
الجودة ليست وليدة اللحظة، ولا معرفة سنوات قليلة؛ بل هي أصل ما أمر به رسولنا الكريم عليه أفضل الصلاة والسلام، جودة في حياته رغم إرهاصاتها، وجودة في قيادته مع وجود من يعارضه ودعوته.
جودة في شخصية قادت الأمة، وتعاملت مع الصغير والكبير، والشريف والوضيع والغني والفقير، والرجل والمرأة، والمسلم وغير المسلم؛ فكان عليه الصلاة والسلام نبراسًا يضيء عتمة الآخرين.
أيها الفضلاء:
الجودة الحقيقية أن تعيش واقعًا وتبذل قصارى جهدك لتطويره. ولا يتوقف الأمر عند ذلك؛ إنما واقعية الجودة تكمن كذلك في التحسين المستمر ومواكبة التطور والمستجدات في مجال الجودة.
القارئ الكريم:
هل فكرت في جودة حياتك؟
وهل فكرت في جودة أسرتك وأبنائك؟
بل هل فكرت في جودة مجتمع تعيش فيه؟
من هنا لابد لنا أن نجوّد كل شيء، ونحرص على أن تكون الجودة عامة؛ فليست جودةً تلك الجودة التي تنحصر في زاوية خاصة، وليست جودةً تلك الجودة التي تُحدد بجانب واحد من جوانب الحياة.
بالتأكيد: الكمال لله تعالى، وكمال الحياة وجوانبها يكمن في الجنة- نسأل الله الجنة لنا جميعًا-
لكننا هنا نسعى جاهدين أن نقارب الكمال، ونجود حياتنا وأعمالنا وكل ما حولنا؛ إيمانًا منا بأن الجودة هي الحياة، والحياة السليمة تكمن في الجودة.
قال تعالى :
{ صنع الله الذي أتقن كل شيء }
من خلال هذه الآية ندرك أن الجودة ليست وليدة العصر الحاضر؛ إنما جاءت في القرآن الكريم .
وذُكر في قصة يوسف عليه السلام الاستعداد المبكر بالتخطيط للسنوات العجاف.
إذًا فالجودة ليست كما يرى البعض وليدة هذا العصر، لكنها من متطلباته.
من هنا ندرك أن الجودة في الحياة تطبيق وليس تنظيرا، عمل بجد وفق المقومات، وتحسين مستمر مع الإمكانات المحيطة وتطويرها.
الجودة تعني علم وعمل منظم ومعارف، وخوض تجارب وتغيير نحو الأفضل…
نحن الآن على مشارف عام ميلادي سينتهي وفي منتصف عام هجري، وخلال هذا وذاك الأيام تجري ولا تنتظر أحدًا يسوّف في اللحاق بركب التطور والتجديد والتجويد..
مواكبة العصر تحتاج الجودة والتحسين، وتحتاج مع ذلك وعيًا بمتطلبات الحاجة الإنسانية.
الجودة عبر العصور مرت بمراحل ومراحل، حتى وصلت إلى ما نراه اليوم من تجويد وتطوير.
بدأت الجودة في حدود احتياجات الحياة المعيشية اليومية، ثم تغيرت وتطورت عبر الزمن، حتى وصلت إلى مانراه اليوم من متطلبات للجودة في كل شيء:
العلم، والمعرفة، وسبل المعيشة، والتدريب والتطوير…إلى غير ذلك مما وصلت إليه.
لن نذهب بعيدًا لنأخذ شواهد على جودة التطوير إنما؛ أكبر مثال وشاهد على ذلك:
تطور وطننا الغالي- المملكة العربية السعودية- وما وصل إليه على مختلف الأصعدة من جودة ورقي..
ولست هنا بصدد ذكر المشاريع التنموية، والفكرية؛ فلن يسعها المقام لكثرتها لكن، تأملوا معي رؤية 2030 كيف بدأت وإلى أين وصلت؛ لتدركوا أن الجودة تنطلق من الفرد، وتتسع دائرتها لتشمل الوطن، وتستمر بعطائه واستمراره..
همسة من القلب:
دام لنا الوطن وولاتنا المخلصين، ودام العطاء متبادلًا متجددًا، مجوّدًا..