مر عام على وفاتك، يا أمي الحبيبة، عام من الألم والفراغ والوحدة، عام من الذكريات المؤلمة التي لا تزول من ذاكرتي، عام من البكاء والدموع التي لا تنتهي.
كانت وفاتك في شهر رمضان الماضي، شهر الكرامة والرحمة، حيث كنتِ تحبين هذا الشهر وتعتبرينه شهرًا مقدسًا، كنتِ دائمًا تقولين لي: “رمضان شهر الطاعة والتقرب إلى الله”، كنتِ تحبين أن تقضي هذا الشهر في عبادة الله وتقرب منه.
لكن الله كان يريد أن يأخذك إلى جوارك، وهكذا هم الأحبة والعظماء لا يبقون هنا، مكانهم السماء!
ورغم ضعف ذاكرتك وأعراض الزهايمر، إلا أنك كنتِ تطلبين مني دائمًا أن أجلس بجانبك، وتعتبريني أنيساً لكِ بلا شك هذا يعزيني الآن ويخفف من حجم الألم، ولو نسبيًا.
بعد وفاتك، كنت أشعر بالفراغ والوحدة. هناك قطعة تنقصني، بل كنت أشعر أنني فقدت جزءًا من نفسي. كنت أبكي وأعاني، لكنني كنت أحاول أن أتحكم في مشاعري، لأنه كان يجب علي أن أكون قويًا لأجلك، يا أمي.
ومع مرور الوقت، بدأت أشعر بالألم والفراغ بشكل أكبر. بدأت أشعر أنني فقدت مصدرًا للراحة والطمأنينة، بدأت أشعر أنني فقدت روحًا يحبني ويقدم لي الدعم والمساعدة.
يا أمي، بعد عام من رحيلك، لا تزال الذكريات المؤلمة تعيش في ذاكرتي، لا تزال الدموع تنهمر من عيني، وفي فترات أشعر أنك في مكان أفضل، يا أمي.
يا أمي، بعد عام من رحيلك، أود أن أقول لك إنني أحبك وأفتقدك، أود أن أقول لك إنني أشكرك على كل ما قدمتيه لنا، أود أن أقول لك إنني سأستمر في عطائي وأحاول أن أكون قويًا مثل ما كنتِ تريدين.
أمي… بعد عام من رحيلك، أبحث دائمًا عن نوع الخبز الذي كنتِ تصنعينه لنا، ليس حبًا بالأكل، بل حبًا لذكرياتك الجميلة. إني أحن إلى خبزك، ذلك الخبز اللاذع والبسيط، الذي فيه نكهة البركة. استشعرنا بها بعدما تغذينا من بركاتك وتوفقنا من دعواتك وركعاتك.
أمي، لا أجد خبزك اللذيذ، لكنني أجد ذكرياتك الجميلة. أمي، لا أجد خبزك اللذيذ، لكنني أجد حبك الذي يملأ قلبي. أمي، لا أجد خبزك اللذيذ، لكنني أجد شوقي إليك الذي يملأ روحي.

كلمات وعبارات وجمل تلامس شغاف القلب من ابن بار ،،،يعبر بصدق ووعفوية عن حب وشوق لأعز من له بعد الله من يحبه ويحنو عليه،،،جبر الله كسرك أخي الحبيب وأحسن عزاءك وجمعك بها ووالدك وزوجك وأبناءك ومن تحب في دار كرامته
أخوك المحب/أبوياسر