في عمر الأيام… هناك لحظات لا تُشبه غيرها.
وفي مواسم الحياة… هناك عشر لا يُعاد مثلها…
إنها عشر ذي الحجة، تلك الأيام التي زكّاها الله، وأقسم بها في كتابه حيث قال تعالى :
“وَالْفَجْرِ. وَلَيَالٍ عَشْرٍ”
لكن العظمة ليست فقط في الأيام… بل في كيف نعيش تلك الأيام.
*
وهنا تنبع الفكرة :
أن نقابل عشر ذي الحجة بـ عشر مهارات، نُفعلها، نُتقنها، ونعيش بها هذه الأيام، لا كعابرين، بل كمجتهدين يعرفون المعنى ويطلبون الأثر.
العشر الأولى: أيامٌ عظيمة
– تفتح لك أبواب السماء، وتقرّبك من مولاك، وتذكّرك بأن عمرك ليس بطوله… بل بمواسم البركة فيه.
– تُعلّمك أن التوفيق لا يُهدى لمن يملك الوقت… بل لمن يحسن اغتنامه.
– وأنك إن لم تتحرك نحو الخير في هذه الأيام… فمتى ستفعل؟
العشر الثانية:
مهاراتٌ تعطيك قيمة هذه العشر
1. مهارة استحضار النية: لأن كل عمل بلا نية… جهد بلا روح.
2. مهارة تنظيم الوقت: فالعشر لا تُدار بالعشوائية، بل بخطة تزاحم فيها الملائكة في سجلات الطاعة.
3. مهارة العطاء الذكي: فالصدقة هنا مضاعفة… ولكن أعظمها ما كان بعقل وقلب معًا.
4. مهارة ضبط النفس: حين تصوم، حين تصبر، حين تكظم… تتعلم أن السيطرة على الذات انتصار داخلي لا يراه الناس… ولكن يراه الله.
5. مهارة الذكر الحي: أن لا تردد الكلمات فحسب، بل تعيش معانيها وتنبع بها روحك.
6. مهارة التسامح: لأن قلبك في العشر لا يتحمل الضغائن… بل يُفتح كسماء عرفة لمن ظلموك.
7. مهارة المبادرة بالخير: لا تنتظر مشروعًا عظيمًا… افعل الخير البسيط ولو بكلمة.
8. مهارة الاستعداد ليوم عرفة: أن تتهيأ نفسيًا لهذا اليوم كأنك لن تُدركه مرة أخرى.
9. مهارة التفرغ للعبادة: أن تنسحب من فوضى الحياة… وتجلس مع الله وحدك.
10. مهارة الاحتفال بالأثر: بعد العيد، اسأل نفسك: ما الذي تغيّر فيّ؟ لا في مظهري… بل في قلبي.
“عشر × عشر = موسم إنعاش للحياة”
– حين تلتقي أيام مباركة… مع إنسان يمتلك أدوات الارتقاء…
“يحدث التحول الحقيقي”
– العشر ليست فقط فرصة لتكثير الحسنات، بل هي اختبار لوعيك…
“فهل تعيش الأيام كعدد؟ أم كأثر؟
هل تمضي العشر… أم تمر بك وأنت تتغير معها؟”
ختامًا:
في كل عام ننتظرها… لكن القلوب الذكية لا تكتفي بالانتظار.
هي تستعد، وتتعلم، وتتقن، وتتطهر، وتسمو.
فهل ستكون ممن اكتفى بالتكبيرات؟
أم ممن كبّر قلبه… فكبرت معه حياته؟