من بين الموضوعات التي كانت تسيطر علي حيز كبير من تفكيري كباحث في مجال اللغويات التطبيقية هو تأثير اللهجات المحلية علي تعلم اللغات الأخرى (خاصة اللغة الإنجليزية) فقمت بإعداد هذا البحث بعنوان : تأثير اللهجات العربية المحلية على تعلم نطق اللغة الإنجليزية لدى طلاب كلية المجتمع بجامعة الحدود الشمالية
ملخص البحث:
نظرًا لتنوع لهجاتهم المحلية، يواجه متعلمو اللغة العربية أحيانًا بعض الصعوبات في نطق الحروف والأصوات الإنجليزية. عادةً ما تنجم هذه الأخطاء النطقية عن تأثير اللغة الأم. يمتلك متحدثو أي لغة في مختلف أنحاء العالم خصائص وقواعد لغوية خاصة بهم تتحكم في نطقهم، بل وحتى في عملية تكوين الكلمات، مما يميزهم عن متحدثي الأمم الأخرى. وصف اللغويون المعاصرون هذه الظاهرة بأنها: سلوكيات لفظية، لأنها مع نهاية مرحلة خاصة من نمو الطفل، تصبح عادات ثابتة. ونتيجة لذلك، ترث الأجيال هذه الصفات اللفظية من أجدادها دون أن يكون لديهم أي خيار في تكوين لغوي محدد. على سبيل المثال، يواجه طلاب اللغة العربية كلغة ثانية، أثناء سعيهم لتطوير طلاقتهم في اللغة الإنجليزية، العديد من صعوبات النطق، مثل إضافة أو استبدال أصوات جديدة غير موجودة في اللغة الهدف. عادةً ما يكون للاختلافات اللغوية بين اللغتين العربية والإنجليزية تأثيرٌ حاسمٌ على سهولة تعلم المتعلم لتكوين أصوات الحروف الإنجليزية.
عندما تسعى أمةٌ ما إلى ترسيخ مكانتها في عالم اليوم المتغير، فإنها تحتاج إلى أدوات التواصل المناسبة. ولا شك أن اللغة من أهم أدوات التواصل بين الأمم والحضارات؛ خاصةً في عصرنا الحالي، الذي لم يعد فيه العالم قريةً صغيرةً كما يُقال، بل أصبح غرفةً صغيرةً، نتيجةً للثورة الهائلة في التواصل بين الأمم. إن امتلاك أدوات التواصل الأساسية هو المصدر الأساسي الذي يتفاعل من خلاله الناس مع بعضهم البعض ويفهمون جوانب الثقافة وأنماط الحياة المتنوعة. تُعتبر اللغات، التي تُعتبر جسرًا لنقل المعرفة في عصرنا الحالي، جزءًا أساسيًا من عالمنا المترابط، مع اهتمامٍ متزايدٍ بالتفاهم المتبادل والتبادل الثقافي بين الجماعات والأفراد. قد يحدث سوء فهم أحيانًا، على سبيل المثال، بسبب سوء نطق بعض المفردات الإنجليزية عند محاولة أشخاص من مناطق مختلفة التواصل مع بعضهم البعض، وهو أمرٌ مرتبطٌ إلى حدٍ ما باللهجات المتنوعة التي يتحدثون بها محليًا. قد تؤثر هذه اللهجات المحلية على طريقة نطق بعض الكلمات عند تعلم لغات جديدة. لذلك، تختلف طريقة نطق المصريين، على سبيل المثال، لبعض الحروف الإنجليزية عن السودانيين، وبالتالي تختلف مشاكل النطق لديهم.
يتطلب اكتساب نطق دقيق لأي لغة أجنبية تغييرًا جذريًا في أساليب النطق التقليدية الفطرية. هذا هو التغيير الأساسي والأول الذي يحتاجه المتعلمون عادةً عندما تكون اللغة المراد دراستها لغة، مثل العربية، يختلف نطقها اختلافًا جذريًا عن الإنجليزية وجميع لغات أوروبا الغربية الأخرى. يجب على كل متعلم أن يدرك بوضوح منذ البداية أن هذا التغيير في عادات النطق يجب أن يشمل أساسيات النطق، وأن يؤثر على الحروف الساكنة والمتحركة والتجويد. من أهم السمات المميزة لأسلوب النطق الإنجليزي عن اللغات الأخرى ضعفه مقارنةً بالعربية (وبعض لغات أوروبا القارية). بعض أعضاء الكلام، كاللسان والشفتين، لا تُظهر حركات سريعة أو نشطة في الإنجليزية كما هو الحال في الفرنسية أو العربية. ومن السمات المهمة في نطق الإنجليزي، والتي قد ترتبط بهذا النطق المتساهل، ما يُعرف غالبًا بـ”التدرج”، أي انخفاض الحروف المتحركة إلى صوت محايد في المقاطع غير المشددة. ولا يحدث مثل هذا الانخفاض في اللغة العربية الفصحى.
ان من أبرز التحديات التي يواجهها متعلمو اللغة العربية عند تعلم اللغة الإنجليزية، محاولتهم تطبيق قواعد نطق لغتهم الأم نفسها بدلاً من الإنجليزية. فاستخدام هذه القواعد في غير موضعها سيؤدي حتمًا إلى نطق خاطئ لبعض المفردات، مما يؤدي بدوره إلى سوء فهم عند محاولة التواصل بين الناس من مناطق مختلفة. وبوجه عام، يتطلب اكتساب نطق دقيق لأي لغة أجنبية تغييرًا كاملاً في أساليب النطق التقليدية الفطرية. وينبغي على متعلمي اللغة العربية، على وجه الخصوص، أن يكونوا على دراية بجميع هذه التغييرات عند تعلم لغة جديدة مثل الإنجليزية، وكذلك جميع لغات أوروبا الغربية الأخرى، التي يختلف نطقها اختلافًا جذريًا عن لغتهم المحلية. علاوة على ذلك، يجب أن يدرك المتعلمون بوضوح منذ البداية أن هذا التغيير في عادات النطق يجب أن يشمل أساسيات النطق، ويؤثر على الحروف الساكنة والمتحركة والتجويد.
